(حوسب رجل) ؛ يعني: يحاسب رجل يوم القيامة؛ فأورده بصيغة الماضي؛ لتحقق وقوعه؛ (ممن كان قبلكم) ؛ من الأمم السابقة؛ (فلم يوجد له من الخير شيء) ؛ أي: من الأعمال الصالحة؛ قال القرطبي : عام مخصوص؛ لأن عنده الإيمان؛ ولذلك تجاوز عنه بالعفو: إن الله لا يغفر أن يشرك به ؛ والأليق أنه ممن وقي شح نفسه؛ والمعنى أنه لم يوجد له من النفل إلا هذا؛ ويحتمل أنه له؛ لكن غلب هذا عليه؛ ويحتمل أنه أراد بالخير المال؛ أي: لم يوجد له فعل بر في المال إلا إنظار المعسر؛ (إلا أنه كان رجلا موسرا؛ وكان يخالط الناس) ؛ أي: يعاملهم ويضاربهم؛ (وكان يأمر غلمانه) ؛ وفي رواية - بدله -: "فتيانه"؛ الذين يتقاضون ديونه؛ (أن يتجاوزوا عن المعسر ) ؛ أي: الفقير المقل المديون له؛ بأن يحطوا عنه؛ أو ينظروه إلى ميسرة؛ (فقال الله - عز وجل - لملائكته: نحن أحق بذلك منه) ؛ كلام حق؛ لأنه المتفضل على الحقيقة؛ إذ لا حق عليه لأحد؛ (تجاوزوا عنه) ؛ أي: عن ذنوبه؛ ومقصود الحديث الحث على المساهلة والمسامحة في التقاضي؛ وبيان عظيم فضل ذلك؛ وألا يحتقر من الخير شيئا؛ وإن قل؛ وأنه (تعالى) يتجاوز عن القليل من العمل؛ وجواز الإذن للعبد في التجارة؛ والتوكيل في التقاضي ؛ وأنه بركة ظاهرة؛ وكرامة بينة؛ وسبب للغفران؛ ومرقاة لدخول الجنان.
(خد ت ك هب) ؛ وكذا nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى ؛ كلهم؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) ؛ ظاهر صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجا في أحد الصحيحين؛ وهو ذهول عجيب؛ فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصحيح.