( خذوا من العبادة ما تطيقون) ؛ المداومة عليه بلا ضرر ؛ (فإن الله لا يسأم حتى تسأموا) ؛ قال القاضي : "السآمة": فتور في النفس؛ من كثرة مزاولة شيء؛ فيوجب الكلال في الفعل؛ والإعراض عنه؛ وهو وأمثاله إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار؛ أما من ينزه عنه فيستحيل تصور هذا المعنى في حقه؛ بل إذا أسند إليه شيء من ذلك يجب أن يؤول ويحمل على منتهاه؛ وغاية منتهاه؛ كإسناد الرحمة والغضب والحياء إليه - سبحانه -؛ فمعنى الحديث: اعملوا بحسب وسعكم وطاقتكم؛ فإن الله لا يعرض عنكم إعراض الملوك؛ ولا ينقص ثواب أعمالكم؛ ما بقي لكم نشاط وأريحية؛ فإذا سئمتم فاقعدوا؛ فإنكم إذا مللتم من العبادة وأتيتم بها على سآمة وكلال؛ كان معاملة الله معكم معاملة الملول عنكم؛ والداعي إلى هذا التجوز قصد الازدواج؛ وله في القرآن نظائر جمة: يخادعون الله وهو خادعهم ؛ فيسخرون منهم سخر الله منهم ؛ نسوا الله فنسيهم ؛ إلى غير ذلك.