( خلق الله جنة عدن ) ؛ قيل: اسم لجنة من الجنات؛ وقال ابن القيم : الصحيح أنها اسم لها كلها؛ فكلها جنات عدن؛ قال الله (تعالى): جنات عدن ؛ والاشتقاق يدل على أن جميعها جنات عدن؛ فإنه من الإقامة والدوام؛ يقال: "عدن"؛ أقام؛ (وغرس أشجارها بيده) ؛ أي: بصفة خاصة؛ وعناية تامة؛ فإن الشخص لا يضع يده في أمر إلا إذا كان له به عناية شديدة؛ فأطلق اللازم؛ وهو اليد؛ وأراد الملزوم؛ وهو العناية؛ مجازا؛ لأن اليد بمعنى الجارحة محال على الله؛ وذلك تفضيل لها على غيرها؛ فاصطفاها لنفسه؛ وخصها بالقرب من عرشه؛ قال بعضهم: فهي سيدة الجنان؛ وهو - سبحانه وتعالى - يختص من كل نوع أمثله وأفضله؛ كما اختار من الملائكة جبريل ؛ ومن البشر محمدا ؛ ومن البلاد مكة ؛ ومن الأشهر المحرم؛ ومن الليالي ليلة القدر؛ ومن الأيام الجمعة؛ ومن الليل أوسطه؛ ومن الدعاء أوقات الصلوات؛ وقوله - أعني: ابن القيم -: ومن السماوات العليا؛ جرى فيه على عقيدته الزائغة من القول بالجهة؛ والرجل يصرح بذلك ولا يكني؛ وينعق به ولا يشير؛ ومن جملة عبارته: الله على العرش؛ والكرسي موضع قدميه؛ وفي موضع: هو على العرش فوق السماء السابعة؛ وفي آخر: جنة عدن مسكنه الذي يسكن فيه؛ لا يكون معه أحد إلا الأنبياء والشهداء والصديقون؛ أهـ؛ وما ذكره آخرا نقيض لما صححه أولا من أنها اسم لجملة الجنان؛ لا لواحدة منها؛ إذ كيف يكون اسما لجميعها ولا يسكنها إلا من ذكر؛ فأين يكون عامة الناس؛ (فقال لها) ؛ أي: الله - تعالى -: (تكلمي؛ فقالت: قد أفلح المؤمنون ) ؛ أي: فازوا وظفروا؛ زاد في رواية: "طوبى لهم منزل [ ص: 445 ] الملوك"؛ وهذا الكلام يحتمل كونه بلسان الحال؛ ولا مانع من كونه بلسان المقال؛ فإن الذي خلق النطق في لسان الإنسان؛ قادر على أن يخلقه في أي شيء أراد.
(ك) ؛ في التفسير؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ؛ وقال: صحيح؛ وتعقبه الذهبي ؛ فقال: بل ضعيف؛ انتهى؛ وفي الميزان: باطل.