( خيار أمتي الذين يشهدون أن لا إله) ؛ أي: لا معبود بحق؛ (إلا الله ) ؛ الواحد الواجب الوجود؛ (وأني) ؛ محمدا ؛ (رسول الله) ؛ إلى كافة الثقلين؛ (الذين إذا أحسنوا استبشروا) ؛ بتوفيق الله لهم إلى الحسنات؛ وهدايتهم إليها؛ (وإذا أساؤوا) ؛ أي: فعلوا سوءا؛ (استغفروا) ؛ الله - تعالى - منه؛ يعني: تابوا توبة صحيحة؛ وسبق في خبر أن الاستغفار باللسان توبة الكذابين؛ ( وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم؛ وغذوا به؛ وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب) ؛ أي: الحرص على تحصيل أصناف الطعام النفيسة؛ والتهالك على الالتذاذ بها؛ وعلى لبس الملابس الفاخرة؛ ( ويتشدقون في الكلام ) ؛ أي: يتوسعون فيه؛ من غير احتياط واحتراز؛ وأراد بالمتشدق المستهزئ بالناس؛ يلوي شدقه عليهم؛ وبهم.
(تنبيه) :
قال nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : المقصود بقوله: "وشرار أمتي..."؛ إلخ؛ أن على المرء أن يتناول من الدنيا ما يتناوله على أنه من يدربه أخذا منها بمقدم أطراف أصابعه؛ أكلا بمقدم أسنانه؛ أكل فصم؛ لا أكل خصم؛ فإن من تضلع من طعامها وشرابها؛ وتزين بملابسها ومراكبها؛ وتقلب في مبانيها وزخارفها؛ فليس من الله في شيء؛ إلا من اغترف غرفة بيده؛ فيأخذ لنفسه بالحاجة؛ لا بالشهوة؛ ولا بالمطاولة؛ ومن أخذ بالمطاولة شيئا منها؛ قامت قيامته؛ وحانت ساعته الخاصة به.
(حل؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ) ؛ بضم أوله؛ ( ابن رويم ) ؛ بالراء؛ مصغرا؛ (مرسلا) ؛ هو اللخمي الأزدي ؛ له مقاطيع؛ قال ابن حجر : صدوق؛ يرسل كثيرا؛ وفي موته أقوال.