(خيار أمتي أحداؤهم) ؛ في رواية: "أحداؤها"؛ جمع "حديد"؛ كـ "شديد"؛ و"أشداء"؛ أي: أنشطها وأسرعها إلى الخير؛ مأخوذ من "حد السيف"؛ فالمراد بالحدة هنا: الصلابة في الدين؛ والقصد إلى الخير؛ والغضب لله؛ كما مر؛ وبعضهم يرويه بالجيم؛ من "الجد": ضد الهزل؛ أهـ؛ وهو غير سديد؛ إذ لا ملاءمة بينه وبين قوله: (الذين إذا غضبوا رجعوا) ؛ أعلم أن أمته هم المؤمنون بعزة الإيمان؛ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ؛ [ ص: 463 ] فحدتهم تنشأ عن عزة الإيمان؛ حمية للدين؛ لأن الحكم إذا نيط بوصف؛ صار علة فيه؛ نحو: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ؛ فخيار أمة الإيمان من تزايدت حدته عن تزايد قوة الإيمان؛ لا عن كبر وهوى؛ وسرعة رجوعهم من سكينة الإيمان؛ فهو حدة تنشأ عن قوة إيمانه وغيرته؛ كما كانت حدة موسى ؛ حتى روي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا؛ ولهذا لما قيل لأبي منصور : لولا حدة فيك؛ قال: ما يسرني بحدتي كذا وكذا؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال؛ قال الفاكهي : يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق؛ والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث؛ وهو قوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=911674 "الذين إذا غضبوا رجعوا" ؛ فالرجوع والصفاء هو الفارق؛ وصاحب الخلق السوء يحقد؛ وصاحبها لا يحقد؛ والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.
(طس) ؛ وكذا nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال الهيثمي : فيه نعيم بن سالم بن قنبر ؛ وهو كذاب؛ أهـ؛ وفي الضعفاء للذهبي : قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يضع الحديث.