(أحب الأسماء) ؛ وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم: " إن أحب أسمائكم" ؛ ومنه يعلم أن المراد أسماء الآدميين؛ (إلى الله) ؛ أي: أحب ما يسمى [ ص: 169 ] به العبد إليه: ( عبد الله ؛ وعبد الرحمن) ؛ لأنه لم يقع في القرآن " عبد" ؛ إلى اسم من أسمائه (تعالى) غيرهما؛ ولأنهما أصول الأسماء الحسنى؛ من حيث المعنى؛ فكان كل منهما يشتمل على الكل؛ ولأنهما لم يسم الله بهما أحدا غيره؛ وأما:
.................... ... وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
فمن تعنت الكفرة؛ وذكر المصنف أن اسم " عبد الله " ؛ أشرف من " عبد الرحمن " ؛ فإنه (تعالى) ذكر الأول في حق الأنبياء؛ والثاني في حق المؤمنين؛ وأن التسمي بعبد الرحمن في حق الأمة أولى؛ انتهى؛ وما ذكره لا يصفو عن كدر؛ فقد قال بعض العلماء الشافعية: التسمي بـ " عبد الله " ؛ أفضل مطلقا؛ لأن البداءة به هنا؛ فتقديمه على غيره يؤذن بمزيد الاهتمام؛ وذهب إلى ذلك صاحب المطامح من المالكية؛ فجزم بأن " عبد الله " ؛ أفضل؛ وعلله بأن اسم " الله" ؛ هو قطب الأسماء؛ وهو العلم الذي يرجع إليه جميع الأسماء؛ ولا يرجع هو إلى شيء؛ فلا اشتراك في التسمية به البتة؛ و" الرحمة" ؛ قد يتصف بها الخلق؛ فـ " عبد الله " ؛ أخص في النسبة من " عبد الرحمن " ؛ فالتسمي به أفضل؛ وأحب إلى الله مطلقا؛ وزعم بعضهم أن هذه أحبية مخصوصة - لأنهم كانوا يسمون " عبد الدار" ؛ و" عبد العزى " ؛ فكأنه قيل لهم: أحب الأسماء المضافة إلى العبودية هذان؛ لا مطلقا؛ لأن أحبها إليه " محمد" ؛ و" أحمد " ؛ إذ لا يختار لنبيه - صلى الله عليه وسلم - إلا الأفضل - رد بأن المفضول قد يؤثر لحكمة؛ وهي هنا الإيماء إلى حيازته مقام الحمد؛ وموافقته لـ " الحميد" ؛ من أسمائه (تعالى)؛ على أن من أسمائه أيضا " عبد الله " ؛ كما في سورة الجن؛ وإنما سمى ابنه " إبراهيم" ؛ لبيان جواز التسمي بأسماء الأنبياء؛ وإحياء لاسم أبيه إبراهيم؛ ومحبة فيه؛ وطلبا لاستعمال اسمه؛ وتكرره على لسانه؛ وإعلانا لشرف الخليل؛ وتذكيرا للأمة بمقامه الجليل؛ ولذلك ذهب بعضهم إلى أن أفضل الأسماء بعد ذينك " إبراهيم" ؛ لكن قال ابن سبع: أفضلها بعدهما " محمد" ؛ و" أحمد " ؛ ثم " إبراهيم" .
(م د ت هـ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وفي الباب أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره.