(دع ما يريبك) ؛ بضم الياء؛ وفتحها أكثر رواية؛ (إلى ما لا يريبك) ؛ أي: اترك ما اعترض لك الشك فيه؛ منقلبا عنه إلى ما لا شك فيه ؛ ذكره الطيبي ؛ (فإن الصدق ينجي) ؛ أي: فإن فيه النجاة؛ وإن كان الإنسان يظن أن فيه الهلكة؛ فإذا وجدت نفسك ترتاب من شيء فاتركه؛ فإن نفس المؤمن الكامل تطمئن إلى الصدق الذي فيه النجاة من المهالك؛ وترتاب من الكذب؛ فارتيابك في شيء أمارة كونه حراما؛ فاحذره؛ واطمئنانك علامة كونه حقا؛ فخذ به؛ ذكره القاضي ؛ قال: والنفس إذا ترددت في أمر؛ وتحيرت فيه؛ وزال عنها القرار؛ استتبع ذلك العلاقة التي بينها وبين القلب؛ الذي هو المتعلق الأول لها؛ فتنتقل العلاقة إليه من تلك الهيئة أثرا؛ فيحدث فيه خفقان؛ واضطراب؛ ربما يسري هذا الأثر إلى سائر القوى؛ فتحس بانحلال وانهزال؛ فإذا زال ذلك عن النفس؛ وجدت لها قرارا وطمأنينة؛ وقيل: المعني بهذا الأمر أرباب البصائر من أهل النظر والفكرة المستقيمة وأهل الفراسات؛ من ذوي النفوس المرتاضة؛ والقلوب السليمة؛ فإن نفوسهم بالطبع تصبو إلى الخير؛ وتنبو عن الشر؛ فإن [ ص: 529 ] الشيء يتحبب إلى ما يلائمه؛ وينفر عما يخالفه؛ فيكون ما يلهمه الصواب غالبا.
( nindex.php?page=showalam&ids=13433ابن قانع ) ؛ في المعجم؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي ) .