(أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا) ؛ بضمتين؛ معنى حسن الخلق: بذل المعروف؛ وكف الأذى؛ وطلاقة الوجه؛ والتواضع؛ وقد تضمن هذا الخبر عظيم الحث عليه؛ حيث علق به حكم الأحبية إليه؛ فحق لكل مسلم أن يرغب في ذلك كمال الرغبة؛ وفيه رمز إلى أنه ممكن الاكتساب؛ وإلا لاختص بما كان مطبوعا عليه؛ فيفوت معنى الترغيب فيه؛ ويصير حسرة على من لم يمكنه؛ نعم؛ أصله جبلي؛ كما سيجيء تحقيقه؛ وعبر بصيغة " أفعل" ؛ وهو ما اشتق من فعل الموصوف؛ بزيادة على غيره؛ دفعا لتوهم حرمان من طبع على ذلك؛ بل أشعر بأنهم كلهم محبوبون؛ لكن من تكلفه بقهر النفس ومجاهدتها؛ حتى صار أحسن خلقا؛ أحب إليه من أولئك.