(آية ما بيننا) ؛ لفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بإسقاط " ما" ؛ وتنوين " آية" ؛ أي: علامة التمييز بيننا أيها المؤمنون؛ (وبين المنافقين) ؛ الذين آمنوا بأفواههم؛ ولم تؤمن قلوبهم؛ و" المنافق" ؛ أصله: من يظهر ما يبطن خلافه؛ لكنه غلب على من يظهر الإسلام؛ ويبطن الكفر؛ (أنهم لا يتضلعون) ؛ لا يكثرون؛ (من) ؛ شرب (ماء) ؛ بئر (زمزم) ؛ حتى تتمدد جنوبهم وضلوعهم؛ [ ص: 61 ] كراهة له؛ بعدما علموا ندب الشارع إلى شربه؛ والإكثار منه؛ والرغبة في الاستكثار منه عنوان الغرام وكمال الشوق؛ فإن الطباع تحن إلى مناهل الأحبة؛ ومواطن أهل المودة؛ وزمزم منهل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته؛ ومحل تنزل الرحمات؛ وفيض البركات؛ فالمتعطش إليها؛ والممتلئ منها؛ قد أقام شعار المحبة؛ وأحسن العهد إلى الأحبة؛ فلذلك جعل التضلع منها علامة فارقة بين النفاق؛ والإيمان؛ ولله در القائل:
وما شغفي بالماء إلا تذكرا ... لماء به أهل الحبيب نزول
ثم إن ما أوهمه ظاهر اللفظ من أن من لم يشرب منها مع تمكنه يكون منافقا؛ وإن صدق بقلبه؛ غير مراد؛ بل خرج ذلك مخرج الترغيب فيه؛ والزجر والتنفير عن الزهادة فيه؛ على أن العلامة تطرد ولا تنعكس؛ فلا يلزم من عدم العلامة عدم ما هي له؛ و" البين" : البعد؛ وقال الحراني : حد فاصل في حس؛ أو معنى؛ و" النفاق" : اسم إسلامي؛ لا تعرفه العرب بالمعنى المقرر؛ و" التضلع" : الإكثار والامتلاء شبعا وريا؛ و" زمزم" ؛ معروفة؛ سميت به لكثرة مائها؛ أو لضم هاجر لمائها حين انفجرت؛ أو لزمزمة جبريل؛ أي: تكلمه عند فجره لها؛ أو لأنها زمت بالتراب لئلا تأخذ يمينا أو شمالا؛ أو لغير ذلك؛ ولها أسماء كثيرة؛ وماؤها أشرف مياه الدنيا؛ و" الكوثر" ؛ أشرف مياه الآخرة.