(أحبب) ؛ بفتح الهمزة؛ وسكون المهملة؛ وكسر الموحدة الأولى؛ وسكون الثانية؛ فعل أمر؛ (حبيبك هونا ما) ؛ بفتح؛ فسكون؛ أي: أحببه حبا قليلا؛ فـ " هونا" ؛ منصوب على المصدر؛ صفة لما اشتق منه " أحبب" ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : و" ما" ؛ إبهامية؛ تزيد النكرة إبهاما؛ وشياعا؛ وتسد عنها طرق التقييد؛ وقال غيره: مزيدة لتأكيد معنى القلة؛ وعليه فلا يتجه قوله في الدر كأصله؛ أي: حبا مقتصدا؛ لا إفراط؛ ولا تفريط فيه؛ ويصح نصبه على الظرف؛ لأنه من صفات الأحيان؛ أي: أحببه في حين قليل؛ ولا تسرف في حبه؛ فإنه (عسى أن يكون بغيضك يوما ما؛ وأبغض بغيضك هونا ما) ؛ فإنه (عسى أن يكون حبيبك يوما ما) ؛ أي: ربما انقلب ذلك بتغيير الزمان والأحوال بغضا؛ فلا تكون قد أسرفت في حبه؛ فتندم عليه إذا أبغضته؛ أو حبا؛ فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه إذا أحببته؛ ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي: معناه أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن؛ فقد يعود الحبيب بغيضا؛ وعكسه؛ فإذا أمكنته من نفسك حال الحب؛ عاد بغيضا؛ كان لمعالم مضارك أجدر؛ لما اطلع منك حال الحب؛ بما أفضيت إليه من الأسرار؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله (تعالى) عنه -: " لا يكن حبك كلفا؛ ولا بغضك تلفا" ؛ وعليه أنشد هدبة بن خشرم:
وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ... فإنك لا تدري متى أنت راجع
وكن معدنا للخير واصفح عن الأذى ... فإنك راء ما عملت وسامع
... فإنك لا تدري متى أنت نازع
ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : أحبوا هونا؛ وأبغضوا هونا؛ فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا؛ وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا.
(ت) ؛ في البر والصلة؛ من حديث سويد بن عمرو الكلبي ؛ عن حماد؛ عن أيوب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ؛ وقال ت: غريب؛ ضعيف؛ والصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ موقوفا؛ انتهى؛ ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الضعفاء؛ بسند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ؛ وأعله بسويد؛ وقال: يضع المتون الواهية على الأسانيد الصحيحة؛ (هب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) ؛ رفعه؛ وظاهره أن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي خرجه؛ وأقره؛ والأمر [ ص: 177 ] بخلافه؛ بل قال: هو - أي: رفعه - وهم؛ انتهى؛ وفيه أيضا سويد الكلبي المذكور؛ وقد أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: اتهمه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ؛ وقال: كان يضع المتون الواهية على الأسانيد الصحاح؛ (طب)؛ من حديث أبي الصلت؛ عبد السلام الهروي؛ عن جميل بن يزيد؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ قال الهيتمي: وجميل ضعيف؛ انتهى؛ وأعله nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان به؛ وقال: يروي في فضائل علي وأهله العجائب؛ لا يحتج به إذا انفرد؛ وقال الزيلعي: عبد السلام الهروي ضعيف جدا؛ (وعن nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ قال الهيتمي: وفيه محمد بن كثير الفهري ؛ وهو ضعيف؛ (قط؛ في) ؛ كتاب (الأفراد؛ عد عب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ مرفوعا؛ وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ؛ عن أبي البحتري ؛ وقد مر بيان حاله؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ؛ في علله: لا يصح رفعه؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : رفعه خطأ فاحش؛ (خد هب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ موقوفا) ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا هو الصحيح؛ وتبعه جمع جم؛ منهم ابن طاهر؛ وغيره؛ وبعد إذ علمت هذه الروايات فاعلم أن أمثلها الأولى؛ وقد استدرك الحافظ العراقي على nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي دعواه غرابته وضعفه؛ فقال: قلت: رجاله رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ؛ لكن الراوي تردد في رفعه؛ انتهى؛ والمصنف رمز لحسنه.