(رحم الله عبدا) ؛ أي: إنسانا (كانت لأخيه عنده مظلمة) بكسر اللام على الأشهر، وحكي الضم والفتح، وأنكر (في عرض) بالكسر؛ محل المدح والذم من الإنسان كما سبق (أو مال) بسائر أصنافه (فجاءه فاستحله قبل أن يؤخذ) ؛ أي: تقبض روحه (وليس ثم) ؛ أي: هناك يعني في القيامة (دينار ولا درهم) ليقضي منه ما عليه (فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته) فيوفى منها لصاحب الحق (وإن لم تكن له حسنات) أو لم توف وبقيت عليه بقية (حملوا عليه من سيئاتهم) ؛ أي: ألقى عليه أصحاب الحقوق من ذنوبهم التي اجترحوها بقدر حقوقهم، ثم يقذف في النار، كما صرح به في عدة أخبار وهذا الحديث خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بمعناه من وجه آخر، وهو أوضح سياقا، ولفظه (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصدقة وصلاة وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وسفك دم هذا، وأكل مال هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه وطرح في النار) ولا يعارض ذلك ولا تزر وازرة وزر أخرى ؛ لأنه إنما يعاقب بسبب فعله وظلمه، ولم يعاقب بغير جناية منه بل بجنايته، فقوبلت الحسنات بالسيئات على ما اقتضاه عدل الحق تعالى في عباده، وقد تعلق بعض الذاهبين إلى صحة الإبراء من المجهول بهذا الحديث وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: بل فيه حجة لاشتراط التعيين؛ لأن قوله "مظلمة" يقتضي كونها معلومة القدر، وقال ابن المنير: إنما وقع في الخبر حيث يقتص المظلوم من الظالم، حتى يأخذ منه بقدر حقه، وهذا متفق عليه، إنما الخلاف فيما لو أسقط المظلوم حقه في الدنيا، هل يشترط معرفة قدره؟ والحديث مطلق
(ت عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) رمز المصنف لصحته، وظاهر صنيعه أن هذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه، وإلا لما عدل عنه، وهو ذهول عجيب فقد رواه سلطان المحدثين nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مع خلف لفظي لا يصلح عذرا للعدول