(احترسوا من الناس) ؛ أي: من شرارهم؛ (بسوء الظن) ؛ أي: تحفظوا منهم؛ تحفظ من أساء الظن بهم؛ كذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف التابعي الكبير؛ وقيل: أراد: لا تثقوا بكل أحد؛ فإنه أسلم لكم؛ ويدل عليه خبر nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله (تعالى) عنهما - مرفوعا: " من حسن ظنه بالناس؛ كثرت ندامته" ؛ وقال معاوية لعبيد بن شبرمة؛ وقد أتت عليه مائتا سنة: ما شاهدت؟ قال: أدركت الناس وهم يقولون: ذهب الناس؛ وقيل: ما بقي من الناس إلا كلب نابح؛ أو حمار رامح؛ فاحذروهما؛ وقال بعضهم: لو أن الدنيا ملئت سباعا وحيات؛ ما خفتها؛ فلو بقي إنسان واحد لخفته؛ ومن أمثالهم: " رب زائر يراوحك ويغاديك؛ وهو ممن يكادحك ويعاديك" ؛ وما أحسن قول الصولي :
لو قيل لي خذ أمانا ... من أعظم الحدثان
لما أخذت أمانا ... إلا من الخلان
ولا يعارض هذا خبر: " nindex.php?page=hadith&LINKID=656229إياكم وسوء الظن" ؛ لأنه فيمن تحقق حسن سريرته؛ وأمانته؛ والأول فيمن ظهر منه الخداع والمكر؛ وخلف الوعد؛ والخيانة؛ والقرينة تغلب أحد الطرفين؛ فمن ظهرت عليه قرينة سوء يستعمل معه سوء الظن؛ [ ص: 182 ] وخلافه خلافه؛ وفي إشعاره تحذير من التغفل؛ وإشارة إلى استعمال الفطنة؛ فإن كل إنسان لا بد له من عدو؛ بل أعداء؛ يأخذ حذره منهم؛ قال بعض العارفين: هذه حالة كل موجود؛ لا بد له من عدو؛ وصديق؛ بل هذه حالة سارية في الحق؛ والخلق؛ قال الله (تعالى): يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ؛ فهم عبيده؛ وهم أعداؤه؛ فكيف حال العبيد بعضهم مع بعض؛ بما فيهم من التنافس والتباغض والتحاسد والتحاقد؟!
(طس عد) ؛ وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14785العسكري في الأمثال؛ كلهم (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ؛ قال الهيتمي: تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد؛ وهو مدلس؛ وبقية رجاله ثقات؛ انتهى؛ وقال المؤلف؛ في الكبير: حسن؛ وهو ممنوع؛ فقد قال ابن حجر؛ في الفتح: خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط؛ من طريق nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ؛ وهو من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية؛ بالعنعنة؛ عن معاوية بن يحيى؛ وهو ضعيف؛ فله علتان؛ التابعي؛ وصح منه قول nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد .