(احثوا) ؛ بضم الهمزة؛ وسكون الحاء؛ وضم المثلثة: " ارموا" ؛ (التراب في وجوه المداحين) ؛ عبر بصيغة المبالغة؛ إشارة إلى أن الكلام فيمن تكرر منه المدح؛ حتى اتخذه صناعة؛ وبضاعة يتأكل بها الناس؛ وجازف في الأوصاف؛ وأكثر الكذب؛ يريد: لا تعطوهم على المدح شيئا؛ فالحثي كناية عن الحرمان؛ والرد؛ والتخجيل؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : من المجاز: " حثى في وجهه الرماد" ؛ إذا أخجله؛ أو المراد: قولوا لهم بأفواهكم: " التراب" ؛ والعرب تستعمل ذلك لمن يكرهونه؛ أو المراد: أعطوهم [ ص: 183 ] ما طلبوا؛ لأن كل ما فوق التراب تراب؛ فشبه الإعطاء بالحثي؛ على سبيل الترشيح والمبالغة في التقليل؛ والاستهانة؛ وبهذا جزم nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي ؛ وقيل: هو على ظاهره؛ فيرمى في وجوههم التراب؛ وجرى عليه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي؛ قال: وصورته أن تأخذ كفا من تراب؛ وترمي به بين يديه؛ وتقول: ما عسى أن يكون مقدار من خلق من هذا؟ ومن أنا؟ وما قدري؟ توبخ بذلك نفسك؛ ونفسه؛ وتعرف المادح قدرك؛ وقدره؛ هكذا فليحث التراب في وجوههم؛ قال: وقد كان بعض مشايخنا إذا رأى شخصا راكبا ذا شارة؛ يعظمه الناس؛ وينظرون إليه؛ يقول لهم؛ وله: إنه تراب؛ راكب على تراب؛ وينشد:
حتى متى؟ وإلى متى تتوانى؟ ... أتظن ذلك يا فتى نسيانا؟
قال النووي : ومدح الإنسان يكون في غيبته؛ وفي وجهه؛ فالأول لا يمنع؛ إلا إذا جازف المادح ودخل في الكذب؛ فيحرم؛ للكذب؛ لا لكونه مدحا؛ ويستحب ما لا كذب فيه؛ إن ترتب عليه مصلحة؛ ولم يجر إلى مفسدة؛ والثاني قد جاءت أخبار تقتضي إباحته؛ وأخبار تقتضي منعه؛ كهذا الخبر؛ وجمع بأنه إن كان عند الممدوح كمال إيمان؛ وحسن يقين؛ ورياضة؛ بحيث لا يفتن؛ ولا يغتر؛ ولا تلعب به نفسه؛ فلا يحرم؛ ولا يكره؛ وإن خيف عليه شيء من ذلك؛ كره مدحه.
(ت) ؛ واستغربه؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ؛ عد حل؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ لم يرمز له المصنف بشيء.