(سبحي الله مائة تسبيحة) ؛ أي: قولي سبحان الله مائة مرة (فإنها تعدل لك مائة رقبة) ؛ أي: عتق مائة إنسان (من ولد) بضم فسكون، وقد يكون جمعا كأسد، وواحدا كقفل (إسماعيل) بن إبراهيم الخليل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وهذا تتميم ومبالغة في معنى العتق؛ لأن فك الرقبة أعظم مطلوب، وكونه من عنصر إسماعيل الذي هو أشرف الناس نسبا، أعظم وأمثل (واحمدي الله مائة تحميدة) ؛ أي: قولي الحمد لله مائة مرة (فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها) الغزاة (في سبيل الله) لقتال أعداء الله (وكبري الله مائة تكبيرة) ؛ أي: قولي الله أكبر مائة مرة (فإنها تعدل لك مائة بدنة) ؛ أي: ناقة (متقبلة) ؛ أي: أهديتها وقبلها الله وأثابك عليها، فثواب التكبير يعدل ثوابها؛ أي: موازنة (وهللي الله مائة تهليلة) ؛ أي: قولي لا إله إلا الله مائة مرة، والعرب إذا كثر استعمالهم لكلمتين ضموا بعض حروف إحداهما إلى بعض حروف الأخرى كالحوقلة والبسملة؛ مأخوذ من "لا إله إلا الله" يقال: هيلل الرجل، وهلل: إذا قالها (فإنها تملأ ما بين السماء والأرض) يعني أن ثوابها لو جسم لملأ ذلك الفضاء (ولا يرفع) بالبناء للمفعول (يومئذ لأحد عمل أفضل منها) ؛ أي: أكثر ثوابا (إلا أن يأتي) إنسان (بمثل ما أتيت) به فإنه يرفع له مثله، ولولا هذا الحمل لزم أن يكون الآتي بالمثل آتيا بأفضل، وليس مرادا، والأصل أن يستعمل أحد في النفي، وواحد في الإثبات، وقد يستعمل أحدهما مكان الآخر قليلا ومنه هذا الحديث .
[تنبيه] الأفضل الإتيان بهذه الأذكار ونحوها متتابعة في الوقت الذي عين فيه، وهل إذا زيد على العدد المخصوص المنصوص عليه من الشارع يحصل ذلك الثواب المرتب عليه أم لا؟ قال بعضهم: لا؛ لأن لتلك الأعداد حكمة وخاصية، وإن خفيت علينا؛ لأن كلام الشارع لا يخلو عن حكمة، فربما تفوت بمجاوزة ذلك العدد، ألا ترى أن المفتاح إذا زيد على أسنانه لا يفتح، والأصح الحصول لإتيانه بالقدر المرتب عليه الثواب، فلا تكون الزيادة التي هي من جنسه مزيلة له بعد حصوله، ذكره الزين العراقي ، وقد اختلفت الروايات في عدد الأذكار الثلاثة فورد ثلاثا وثلاثين من كل منها، وورد عشرا عشرا، وسبعين سبعين، ومائة مائة، وغير ذلك، وهذا الاختلاف يحتمل كونه صدر في أوقات متعددة، أو هو وارد على التخيير، أو يختلف باختلاف الأحوال