(سبق المفردون) ؛ أي: المنفردون المعتزلون عن الناس، من: فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة، فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله؛ أي: سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى، روي بتشديد الراء وتخفيفها، قال النووي في الأذكار: والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد قالوا: nindex.php?page=hadith&LINKID=665890وما المفردون يا رسول الله، قال: هم (المستهترون) وفي رواية "المشمرون" (في ذكر الله) وعلى الأولى فالمراد الذين أولعوا به، يقال أهتر فلان بكذا واستهتر؛ أي: مولع به لا يتحدث [ ص: 93 ] بغيره، ولا يفعل سواه، ذكره جمع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي : المستهتر هو الذي نطق عن ربه لشبه كلامه كلام من لم يستعمله عقله؛ لأن العقل يخرج الكلام على اللسان بتدبر وتؤدة، وهذا المهتر إنما نطقه كالماء يجري على لسانه حتى يشبه الهذيان في بعض الأحيان عند العامة، وهو في الباطن مع الله من أصفياء الناطقين وأطهرهم وأصدقهم، إلى هنا كلامه، قال nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي: ولما قالوا: وما المفردون، ولم يقولوا من هم؛ لأنهم أرادوا تفسير اللفظ وبيان ما هو المراد منه لا تعيين المتصفين به وتعريف أشخاصهم، فعدل في الجواب عن بيان اللفظ إلى حقيقة ما يقتضيه توقيفا للسائل بالبيان المعنوي على المعنى اللغوي إيجازا، فاكتفى فيه بالإشارة المعنوية إلى ما استبهم عليه من الكناية اللفظية (يضع الذكر عنهم أثقالهم) ؛ أي: يذهب الذكر أوزارهم؛ أي: ذنوبهم التي أثقلتهم (فيأتون يوم القيامة خفافا) فيسبقون بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى؛ لأنهم جعلوا أنفسهم أفرادا ممتازة بذكر الله عمن لم يذكر الله، أو جعلوا ربهم فردا بالذكر، وترك ذكر ما سواه، وهو حقيقة التفريد هنا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم: المفرد هنا من أفرد قلبه للواحد في وحدانيته ولازم الباب حتى رفع له الحجاب، وأوصله إلى قربه، فكأنه بين يدي ربه، فبه يفخر ويصول، وبه يفرح ويمرح ويجول، فسكنت منه الأهوال من النظر إلى الجلال والجمال، فقدمه إلى الوسيلة العظمى والجزاء الأوفى فغرق قلبه في وحدانيته فصار منفردا مشغولا به عن جميع صفاته، فهو أحد أعلامه في أرضه، وواحده بين عبيده
(ت ك) في الدعوات (عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) ورواه عنه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان، فقال: سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات (طب عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : على شرطهما، وأقره الذهبي ، وقال الهيثمي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف