(ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم، يتقاحمون في النار) ؛ أي: يقعون فيها كما يقتحم الإنسان الأمر العظيم، وتقحمه: رمى نفسه بلا روية وتثبت (كما تقاحم القردة) قال بعضهم: إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق وانصبغ بذلك صبغة تامة صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بدوا خفيا، ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهرا جليا عند من له فراسة، فيرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها باطنا، فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا إلا على وجهه مسخة قرد، وأن ترى شرها نهما إلا على وجهه مسخة كلب، فالظاهر [ ص: 101 ] مرتبط بالباطن أتم ارتباط.
(ع طب) وكذا nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي (عن معاوية) بن أبي سفيان الخليفة