(احذروا صفر) ؛ بضم؛ فسكون؛ (الوجوه) ؛ أي: الأناسي المصفرة وجوههم؛ أي: احذروا مخالطتهم؛ واجتنبوا عشرتهم؛ (فإنه) ؛ أي: ما بهم من الصفرة؛ (إن لم يكن) ؛ ناشئا (من علة) ؛ أي: مرض؛ قال في المصباح: " العلة" : المرض الشاغل؛ (أو سهر؛ فإنه) ؛ يكون (من غل) ؛ بكسر المعجمة؛ غش؛ وحقد؛ (في قلوبهم) ؛ زاده إيضاحا؛ إذ الغل ليس إلا في القلب؛ (للمسلمين) ؛ لأن ما أخفت الصدور يظهر على صفحات الوجوه؛ وذلك مدرك بنور الفراسة الإيمانية؛ ويظهر أن المراد به قوم مخصوصون من أهل زمنه؛ من أهل النفاق؛ أو اليهود؛ لا مطلقا؛ لقولهم: إن أشرف الألوان الأبيض المشرب بحمرة؛ أو صفرة؛ وإن المشرب بصفرة هو لون أهل الجنة؛ والعرب تتمدح به في الدنيا؛ كما في لامية امرئ القيس؛ وغيرها.
(فائدة) : قال العارف الخواص: " أرباب الأحوال يعرفون الصالحين بصفرة الوجوه؛ مع سواد البشرة؛ وسعة العيون؛ وخفض الأصوات؛ وأما الكمل فلا يعرفهم إلا من عرف الله" ؛ وفي إشعاره تحذير من إضمار السوء للمسلمين؛ خوف الفضيحة؛ والعذاب في العقبى.
(فر؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) ؛ وفيه زيد بن حبان؛ ذكر في اللسان عن nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أنه يخالف في حديثه؛ وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الطب؛ بسند واه؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ؛ وبه يعرف أن قول ابن حجر: " لم أقف له على سند" ؛ إن أراد " ثابت جيد" ؛ فمسلم؛ وإلا فقد علمت وروده.
(احذروا البغي) ؛ أي: احترسوا من فعله؛ (فإنه) ؛ أي: الشأن؛ (ليس من عقوبة هي أحضر) ؛ أي: أسرع وقوعا؛ (من عقوبة [ ص: 190 ] البغي) ؛ فإنه يعجل جزاؤه في الدنيا سريعا؛ قال الحراني : و" البغي" : السعي بالقول؛ والفعل في إزالة نعم الله (تعالى) عن خلقه؛ بما اشتملت عليه ضمائر الباغي من الحسد.
(عد؛ nindex.php?page=showalam&ids=12938وابن النجار ) ؛ في تاريخه؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي) ؛ أمير المؤمنين - رضي الله (تعالى) عنه.