فإن قلت: فما معنى قوله للذي رفع صوته بها: "ألا أدلك على كذا" وعلمه ذلك، ولا إله إلا الله تغني عن غيرها، وهي المنجية من النار؟
قلت: كان - عليه السلام - معلما لأمته، وكان لا يراهم على حالة من الخير إلا أحب لهم الزيادة عليها، فأحب للذي رفع صوته بكلمة الإخلاص والتوحيد أن يردفها بالتبرؤ من الحول والقوة لله، وإلقاء القدرة إليه، فيكون قد جمع مع التوحيد الإيمان بالقدر، وقد جاء هذا المعنى في حديث عبد الله بن باباه المكي السالف: فإذا كبر فهي كلمة تملأ ما بين السماوات والأرض، فإذا سبح فهي صلاة الخلائق، التي لم يدع الله أحدا حتى قرره بالصلاة والتسبيح، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: استسلم عبدي.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول: من قالها كشف عنه سبعون بابا من الضر، أدناها الفقر.
[ ص: 378 ] فائدة:
معنى: لا حول ولا قوة إلا بالله: لا حول عن معاصي الله إلا (بعصمة) الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله، قال - عليه السلام -: "كذلك أخبرني جبريل عن الله". وعن علي - رضي الله عنه -: إنا لا نملك مع الله شيئا، ولا نملك من دونه شيئا، ولا نملك إلا [ما] ملكنا مما هو أملك به منا. وحكى أهل اللغة أن معنى لا حول: لا حيلة، يقال: ما للرجل حيلة ولا حول ولا احتيال ولا محتال ولا محالة ولا محال. وقوله: وهو شديد المحال [الرعد: 13] يعني: المكر والقوة والشدة.