حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، وليس في السماع، ولم يذكره ابن عساكر، (وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن عبد الله بن أبي بكر بن أنس، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بلفظ "هذا ابن آدم وهذا أجله" ووضع يده عند قفاه، ثم بسطه، فقال: وثم أمله؟).
وقوله ويلههم الأمل [الحجر: 3] يعني: عن عمل الآخرة، وأثر علي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في "رقائقه"، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة، عن ثابت، مطرف بن عبد الله، عنه; وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في كتابه من حديث خلاد، حدثنا سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=15914زبيد اليامي، عن مهاجر العامري عنه.
فصل:
الأمل مذموم لجميع الناس إلا العلماء. فلولا أملهم وطوله لما صنفوا، ولما ألفوا، وقد نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي.
[ ص: 407 ]
وآمال الرجال لهم وضوح سوى أمل المصنف ذي العلوم
والفرق بينه وبين الأماني: أن الأمل: ما أملته عن سبب، والتمني: ما تمنيته من غير سبب. قيل لعبد الرحمن بن أبي بكر: أي شيء أطول إمتاعا؟ قال: المنى، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13974الجاحظ في "كتاب النساء". وقيل: لرقبة بن مصقلة: أنت بعيد الدار من المسجد، وتنصرف بلا مؤنس، قال: إني حين أخرج من المسجد أؤمل تأميلا فلا أملي ينقضي حتى أبلغ المسجد، وقال بعض الحكماء: الإنسان لا ينفك من أمل، فإن فاته الأمل عول على المنى. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية: كثرة المنى تحلق العقل، وتفسد الدين، وتطرد القناعة.
وقال الشاعر:
الله أصدق والآمال كاذبة وجل هذي المنى في الصدر وسواس
فصل:
وهذا صفة ما في الحديث
................
[ ص: 408 ] وقوله: (خط خططا صغارا)، قال ابن التين: رويناه بضم الخاء وكسرها. قال الجوهري: الخط: واحد الخطوط، والخطة: أيضا من الخطط، كالنقطة من النقط.
وقوله: "نهشه" هو بالمعجمة، والمهملة، (قال ابن التين: رويناه بهما)، ومعناه: أخذ الشيء بمقدم الأسنان، وسبقه إليه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال قال: والنهش: تناول بالفم كالنهس، والحية تنهش إذا عضت، والنهس أيضا: نثر اللحم، ونهش ينهش من كتاب "العين"، قال: ومثل الشارع أمل ابن آدم وأجله، وأعراض الدنيا التي لا تفارقه بالخطوط، فجعل أجله الخط المحيط، وجعل أمله وأعراضه خارجا من ذلك الخط، ومعلوم في العقول أن ذلك الخط المحيط به الذي هو أجله، أقرب إليه من الخطوط الخارجة منه.
ألا ترى قوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: "فبينا هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب"؟ يريد: أجله، وفي هذا تنبيه منه لأمته على تقصير الأمل، واستشعار الأجل خوف تغيبه، ومن غيب عنه أجله فهو حري بتوقعه وانتظاره خشية هجومه عليه في حال غرة وغفلة -ونعوذ بالله من ذلك-، فليرض المؤمن نفسه على استعمال ما نبه عليه، ويجاهد أمله وهواه، كما قال - عليه السلام -في الباب بعد هذا-: nindex.php?page=hadith&LINKID=655941 "لا يزال قلب الكبير شابا في حب الدنيا وطول الأمل".
[ ص: 409 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: في قوله ذرهم [الحجر: 3] الآية يعني: ذر المشركين يا محمد يأكلوا في هذه الدنيا، ويتمتعوا من لذاتها وشهواتها إلى أجلهم الذي أجلت لهم، ويلههم الأمل عن الأخذ بحظهم من الطاعة فيها، وتزودهم لمعادهم منها بما يقربهم من ربهم، فسوف يعلمون غدا إذا وردوا عليه وقد هلكوا بكفرهم بالله حين يعاينون عذابه; أنهم كانوا في تمتعهم بلذات الدنيا في خراب وتباب.
[ ص: 410 ] أحدها: أنه يقويه على طاعته; لأنه إذا علم أنه يموت عن قريب، لا يهتم لما يستقبله من المكروه، ويجتهد في الطاعة; فكثر علمه.
ثانيها: تقل همومه; لأنه إذا علم أنه يموت عن قريب، فإنه لا يهتم بما يستقبله.
ثالثها: يجعله راضيا بالقليل.
رابعها: ينور قلبه، فينبغي للمسلم أن يقصر أمله، فإنه لا يدري في أي نفس، أو في أي قدم يموت، وينبغي للمسلم أن يكثر ذكر الموت، فإنه لا غنى به عن ست خصال:
علم يدله على الآخرة، ورفيق يعينه على الطاعة، والحذر من عدوه، وعبرة يعتبر بها من آيات الله في اختلاف الليل والنهار، وإنصاف (الحق) من نفسه، والاستعداد للموت قبل نزوله.