ذكر فيه حديث معن بن محمد الغفاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655940 "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة". تابعه nindex.php?page=showalam&ids=11974أبو حازم nindex.php?page=showalam&ids=17000وابن عجلان، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري.
معنى الآية: أولم نعمركم حتى شبتم، وهذا قول ابن عباس، والأكثر أن النذير : هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو قول علي وابن زيد، وجماعة، وفيه قول ثالث: أنه الموت إذا رآه ينزل بغيره، وحجة الثاني: أن الله تعالى بعث الرسل مبشرين ومنذرين إلى عباده قطعا لحجتهم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء: 15].
ومتابعة nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث ولده nindex.php?page=showalam&ids=16372عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن سعيد، به. قال: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17224هارون بن معروف، فقال عن أبيه قال: أنا به أبو يعلى عنه قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - به; ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم سلمة بن دينار، عن سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
ومتابعة nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "الأوسط" عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر عنه.
[ ص: 413 ] وقوله: (وقال الليث..) إلى آخره، كذا في الأصول، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي، فقال: حدثنا الحسن، ثنا حميد بن زنجويه، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، ثنا الرمادي جميعا عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث به.
والتعليق عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بلفظ: "يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنتان".
فصل:
إذا تقرر ذلك، فلما كان أحب الأشياء إلى ابن آدم نفسه، أحب بقاءها فأحب العمر، وأحب سبب بقائها وهو المال، والهرم إنما يعمل في بدنه لا غير، وإذا أحس بقرب التلف عند الهرم قوي حبه للبقاء لعلمه بقرب الرحيل، وكراهته له، نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي.
فصل:
معنى "أعذر.. أخر أجله حتى بلغ ستين" أي: أعذر الله إليه غاية الإعذار الذي لا إعذار بعده، أي: أقام العذر في تطويل العمر، وأبانه له، فلم يبق له عذر، ولا حجة، إذ الستين قريب من معترك المنايا، وهو (سن) الإنابة والخشوع، والاستسلام لله تعالى، وترقب المنية، ولقاء الله تعالى، فهذا إعذار بعد إعذار في عمر ابن آدم لطفا من الله لعباده حين نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، وأعذر إليهم مرة بعد أخرى، ولم يعاقبهم إلا بعد الحجج اللائحة المنكية لهم، وإن كانوا قد فطرهم الله على حب الدنيا، وطول الأمل، فلم يتركهم مهملين، دون إعذار إليهم، وأكبر الإعذار إلى بني آدم بعثه
[ ص: 414 ] الرسل إليهم، والأسنان أربعة: سن الصبا: وهو الذي يكون فيه دائم النمو، وهو إلى خمس عشرة سنة، وسن الشباب: وهو الذي يتكامل فيه النمو ومبتدأ الوقوف، كأن القوة وقفت فيه، ومنتهاه في غالب الأحوال خمس وثلاثون سنة، وقد بلغ أربعين ثم منها يأخذ في النقص، قال الشاعر:
كأن الفتى يرقى من العمر سلما إلى أن يجوز الأربعين وينحط
وسن الكهولة وهو الذي قد يبين فيه الانحطاط والنقصان مع بقاء من القوة، ومنتهاه في أكثر الأحوال ستون سنة، فمن بلغ الستين انتهى، وأثر فيه ضعف القوة، وجاءته نذر الموت، ودخل في سن المشايخ، ومن ذلك الزمان يزيد انحطاطه، ويقوى ظهور الضعف إلى آخر العمر، وقد قال يحيى بن يمان: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان بن سعيد يقول: من بلغ سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليرتد لنفسه كفنا.
وروي عن علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة في الآية السالفة أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر [فاطر: 37] قال: يعني ستين سنة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: أربعون، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق مثله، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الباب حجة لقول علي ومن وافقه في تأويل الآية، وقول من قال: أربعون سنة له وجه صحيح أيضا، والحجة له قوله تعالى حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة [الأحقاف: 15] فذكر الله تعالى: أن من بلغ الأربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه، وعلى والديه، ويشكرها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم، ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس، واشتغلوا بالعبادة حتى يأتيهم. فبلوغ الأربعين نقل
[ ص: 415 ] لابن آدم من حالة إلى حالة أرفع فيها في الاستعبار، والإعذار إليه، وقد أسلفنا قولا: أن النذير: الشيب، وله وجه، وذلك أنه يأتي في سن الاكتهال، وهو علامة لمفارقة سن الصبا الذي هو سن اللهو واللعب، وهو نذير أيضا، ألا ترى قول إبراهيم - عليه السلام - حين رأى الشيب: يا رب ما هذا، فقال له: وقار، قال: رب زدني وقارا؟ فبان رفق الله تعالى بعباده المؤمنين، وعظيم لطفه بهم، حتى أعذر عليهم ثلاث مرات، الأولى بنبيه، ثم بالأربعين، ثم بالستين لتتم حجته عليهم، وهذا أجل لإعذار الحكام إلى المحكوم عليهم مرة بعد أخرى.