6076 [ ص: 437 ] 11 - باب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا المال خضرة حلوة"
وقال الله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين إلى قوله متاع الحياة الدنيا [آل عمران: 14]. وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه.
ثم ساق حديث حكيم - رضي الله عنه -: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته.. الحديث. وسلف في الزكاة.
وبدأ في الآية بالنساء; لأنهن أضر الأشياء على الرجال.
ومعنى زين أي: زينها الشيطان، أو أنها لما كانت تعجبه كانت كأنها زينت.
ومعنى المقنطرة : المكملة، مثل: ألوف مؤلفة، والقنطار في اللغة: الشيء الكثير، مأخوذ من عقد الشيء وإحكامه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - والحسن: أنه ألف مثقال.
[ ص: 438 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: مائة رطل. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: سبعون ألف دينار. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: سبعة آلاف دينار. وقال معاذ: هو ألف ومائتا أوقية. وقيل: مائة وعشرون رطلا. وقيل: سكة النور ذهبا.
وأخبر nindex.php?page=showalam&ids=2الفاروق بما لا يكاد ينجو منه أحد، وكان من الزهاد، وقيل لبعضهم: من أزهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أو nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس؟، قال: nindex.php?page=showalam&ids=2عمر; لأنه قدر فزهد.
وقوله: ("اليد العليا خير من اليد السفلى") ليس على عمومه، وقد استطعم موسى والخضر أهل قرية، وقال - عليه السلام - في لحم بريرة: "هو عليها صدقة ولنا هدية".
وهذا الباب هو في معنى الذي قبله، يدل على أن فتنة المال والغنى مخوفة على من فتحه الله عليه لتزيين الله تعالى له ولشهوات الدنيا في نفوس عباده، فلا سبيل لهم (إلى) نفقته إلا بعون الله عليه; ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - ما قال، ثم دعا أن يعينه على إنفاقه في حقه، فمن أخذ المال من حقه ووضعه في حقه فقد سلم من فتنته وحصل على ثوابه، وهذا معنى قوله: "فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه"، وفي قوله أيضا: "ومن أخذه بطيب نفس" تنبيه لأمته على الرضا بما قسم لهم.
وفي قوله: "ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه" إلى آخره: ذم الحرص والشره إلى الاستكثار، ألا ترى أنه شبه فاعل ذلك بالبهائم التي تأكل ولا تشبع؟ وهذا غاية الذم له; لأن الله وصف الكفار بأنهم يأكلون كما تأكل الأنعام، يعني أنهم لا يشبعون كهم;
[ ص: 439 ] لأن الأنعام لا تأكل لإقامة أرماقها وإنما تأكل للشره والنهم، فينبغي للمؤمن العاقل الفهم عن الله وعن رسوله أن يتشبه بالسلف الصالح في أخذ الدنيا، ولا يتشبه بالبهائم التي لا تعقل. وقد سلف تفسير "خضرة حلوة".