6113 6478 - حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16467عبد الله بن منير، سمع nindex.php?page=showalam&ids=11920أبا النضر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله -يعني: ابن دينار - عن nindex.php?page=showalam&ids=16430أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=655997عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
المراد بحفظ اللسان: عما لا ينبغي. والقول بالحق واجب،
[ ص: 502 ] والصمت فيه غير واسع، روي عنه - عليه السلام - أنه قال: "أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل".
وقال: التقي ملجم لا يتكلم بكل ما يريد، وقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=664609 "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". وقال عيسى - صلى الله عليه وسلم -: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فيقسي قلوبكم; فإن القلب القاسي بعيد من الله. قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه، ويقال: إن من علم أن كلامه من عمله قل كلامه. قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: ولم يكونوا يهدرون الكلام هكذا، ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة، وذكر عن بعض السلف أنه قال: لو كانت الصحف التي تكتب فيها أعمالنا من عندنا لأقللنا الكلام.
وكان أكثر كلام أبي بكر - رضي الله عنه -: لا إله إلا الله، يقول: كان الأمر كذا ولا إله إلا الله، وكان كذا ولا إله إلا الله.
فصل:
والآية المذكورة أولا قال فيها الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: يكتبان جميع الأشياء، وقال: وخصه nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة بالخير والشر. ويقوي الأول تفسير أبي صالح في قوله: يمحو الله ما يشاء ويثبت [الرعد: 39]، إن الملائكة تكتب كل ما يتكلم به المرء، فيمحو الله تعالى منه ما ليس له ولا عليه، ويثبت ما له وما عليه. والعتيد: الحاضر المهيأ.
[ ص: 503 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو الحافظ. والمعروف أن الرقيب هو: الحافظ، وأن العتيد عند أهل اللغة هو: الحاضر.
فصل:
وقوله: "من يضمن لي" هو بفتح الميم في مستقبله، وبكسرها في ماضيه، تقول: ضمنت الشيء أي: كفلت به، واللحى بفتح اللام وبكسرها: منبت الشعر من الإنسان وغيره. وما بين لحييه: هو لسانه. وعلى هذا أورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا وغيره من العلماء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: ("ما بين لحييه") يعني: الفم، من ضمن ما يكون منه من الشر من قول أو فعل بأكل أو شرب أو غيرهما.
قال: "وما بين رجليه " يعني: الفرج. فمن حفظ هذين سلم من الشر كله; لأنه لم يبق إلا السمع والبصر، فإذا سمع أو رأى صار الفعل إلى الفم أو الفرج، فمن حفظهما كان أصل حفظه أن يحمي سمعه وبصره مما يؤديه إلى فعل الفم والفرج.
فصل:
رواية nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه -: "فلا يؤذي جاره"، وليس ذلك في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري، عن أبي شريح كما سقناه، ووقع في كلام nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أن رواية nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: "فليكرم جاره". وليس كذلك فاعلمه، وإنما فيه: "فليكرم ضيفه" كما سقناه.
فصل:
السخط، والسخط خلاف الرضا، ومعنى: "لا يلقي لها بالا" لا يظن أنها بلغت ما هي بالغته، وقيل: إن أكثر ذلك في مجالس ذوي الأمر المطاع. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: يريد من اللفظ بالسوء لم يرد بذلك الحجة
[ ص: 504 ] لأمر الله في الدين، وقيل: هي الكلمة عند ذي السلطان يرضيه بها فيما يسخط الله.
وقوله: ("يهوي بها") أي: يسقط، وهو بفتح الياء في مستقبله ثلاثي، ومنه: والنجم إذا هوى [النجم: 1].
وقوله: ("يزل بها") أي: يدخل بها.
قال الجوهري: تقول: زللت يا فلان زليلا، إذا أزل في ظن أو منطق.
وما أحق من علم أن عليه حفظة موكلين به، يحصون عليه سقط كلامه وعثرات لسانه، أن يحزنه ويقل كلامه فيما لا يعنيه، وما أحراه بالسعي في أن لا يرتفع عنه ما يطول عليه ندمه من قول الزور والخوض في الباطل، وأن يجاهد نفسه في ذلك، ويستعين بالله، ويستعيذ من شر لسانه.
فصل:
وقوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". يعني: من كان يؤمن بهما الإيمان التام، فإنه ستبعثه قوة إيمانه على محاسبة نفسه في الدنيا، والصمت عما يعود عليه حسرة وندامة يوم القيامة، وكان الحسن يقول: ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسن إليه; فإنك إن أحسنت إليه ارتحل يحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل يذمك.
[ ص: 505 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز لرباح بن عبيد: بلغني أن الرجل ليظلم بالمظلمة، فما يزال المظلوم يشتم ظالمه حتى يستوفي حقه ويفضل الظالم عليه، وروى أسد عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال: لا يبلغ أحد حقيقة الإيمان حتى لا يعيب أحدا بعيب هو فيه، وحتى يبتدئ بصلاح ذلك العيب من نفسه; فإنه إن فعل ذلك لم يصلح عيبا إلا وجد في نفسه عيبا آخر، فينبغي له أن يصلحه، فإذا كان المرء كذلك كان شغله في خاصته واجبا، وأحب العباد إلى الله من كان كذلك.
وقال أهل العلم: هي الكلمة عند السلطان بالبغي والسعي على المسلم، فربما كانت سببا لهلاكه، وإن لم يرد ذلك الساعي، لكنها آلت إلى هلاكه; فكتب عليه إثم (تلك)، [و] الكلمة التي يكتب الله له بها رضوانه، الكلمة يريد بها وجه الله بين أهل الباطل، أو الكلمة يدفع بها مظلمة عن أخيه المسلم، ويفرج عنه بها كربة من كرب الدنيا; فإن الله يفرج عنه كربة من كرب الآخرة ويرفعه بها درجات يوم القيامة.