حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=855809يحشر الناس على ثلاث طرائق . راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - سلف في ذكر الأنبياء، وكذا حديث عبد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
[ ص: 31 ] وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس سلف في تفسير الفرقان.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : والمذكور هنا في الحشر إنما يكون قبل قيام الساعة، يحشر الناس أحياء إلى الشام ، وأما الحشر الذي بعد البعث من القبور فعلى خلاف هذه الصورة، من ركوب الإبل، والمعاقبة عليها، إنما هو على ما ورد في الخبر: "يبعثون حفاة غرلا" قال: وقيل: إن هذا في البعث دون الحشر، فليس بين الحديثين تضاد، قال: وقوله: ("عشرة على بعير") يعني أنهم يعتقبون البعير الواحد يركب بعضهم، ويمشي (الباقون) عقبا بينهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : يحملون على قدر أعمالهم، والاثنان على البعير أفضل من الثلاثة، والثلاثة أفضل من أكثر منهم.
وقوله: ("تقيل معهم حيث قالوا") إلى آخره يدل أنهم يقيمون كذلك أياما.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في تفسير قوله: لأول الحشر [الحشر: 2] هي نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وترحل فيرحلون، وتأكل من تخلف.
وقوله: ("أليس الذي أمشاه") إلى آخره، ظاهره: أنه يمشي على وجهه حقيقة، وقيل: هو مثل الكافر والمؤمن أن هذا ضال وهذا مهتد، وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في تفسير قوله تعالى: أفمن يمشي مكبا على وجهه [الملك: 22].
[ ص: 32 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في تفسير (الآية) بل هو حقيقة، وظاهر الحديث هنا حجة له.
وقوله: ("يهمهم") هو بضم أوله، يقال: أهمني الأمر: أحزنني، وأقلقني، وهمني المرض: أذابني، وهممت بالشيء: إذا أردته. قال ابن التين : رويناه بالضم على أنه رباعي من: أهمني الأمر، أي: أقلقني، وفي بعض الروايات بفتحها لعله من: همني المرض إذا أذابني، والأول أبين، قال تعالى: وطائفة قد أهمتهم أنفسهم [آل عمران: 154].
وقوله: ("فيؤخذ بهم ذات الشمال") إلى آخره هو تحذير لأصحابه أن لا يحدثوا بعده حدثا ، ولعلهم المنافقون، ويحتمل أن يسموا له فلا يسميهم تحذيرا لغيرهم، ويحتمل أن لا يسموا له.
("والعبد الصالح") عيسى - صلوات الله وسلامه عليه -.
("والردة") : الكفر بعد الإيمان، وارتد بعده قوم من العرب، وقتل من قتل على ردته، وأحرق nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق بعضهم بالنار، ولعل بعض من راجع الإيمان لم يخلص إيمانه.
[ ص: 33 ] فصل:
وقوله: ("في قبة") إنما كان ذلك يفعل في السفر.
وقوله: ("أترضون") إلى آخره خرج مخرج الاستفهام، وأريد به البشرى، وبشر بالأقل بالأول، ثم بالأكثر ليعلم سرورهم.
فصل:
قوله: ("كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود") وفي الحديث الآتي في الباب بعده، أو "كالرقمة في ذراع الحمار" فالشعرة على التقليل والتكثير; لأنه لا يكون ثورا ليس في جلده إلا مائة شعرة، والرقمة: يحتمل أن تكون على الحقيقة.
وقوله: ("أخرج بعث جهنم") أي: جنسها وأهلها، يقال: كنت في بعث فلان، بفتح الباء، أي: في جنسه الذي بعث.
وقوله: ("من كل مائة تسعة وتسعين") قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : هذا المحفوظ الموجود على العيان; لكثرة الأمم، وقلة المسلمين، وقال أيضا: "من يأجوج ومأجوج ألفا إلا واحدا، ومنكم واحد" وهذا على التكثير; لأن سواهم من الكفار لا يدخلون الجنة، ومن لم يدخلها دخل النار.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : كانوا من سبط لم يصبهم الجلاء، وكان الله قد كتبه عليهم، فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا، وكان أول حشر حشروا في الدنيا إلى الشام كما سلف.
الثاني: ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - في الباب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : إنه نار تحشرهم كما سلف.
[ ص: 35 ] وأما الفجار: فهم المحشورون إلى النار ، وذلك أن الله تعالى يبعث إليهم ملائكة; فيقيض لهم نارا تسوقهم، ولم يرد في هذا الحديث إلا ذكر البعير، فإما أن يكون ذلك من إبل الجنة أو من الإبل التي تجيء وتحشر يوم القيامة، فهذا ما لم يأت بيانه، والأشبه أن لا يكون من نجائب الجنة; لأنه حملها الأبرار وكان مع ذلك من جملة المؤمنين فإنهم بين الخوف والرجاء; لأن من هؤلاء من يغفر الله ذنوبه; فيدخل الجنة، ومنهم من يعاقبه بالنار، ثم يخرجه (منها) ويدخله الجنة، وإذا كان كذلك لم يبق أن يردوا موقف الحساب على نجائب الجنة، ثم ينزل عنها بعضهم إلى النار; لأن من أكرمه الله بالجنة مرة لم يهنه بعد ذلك بالنار.
وفي لفظ: عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - وذكر الحشر nindex.php?page=hadith&LINKID=689245 "أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك" فهذا إن ثبت مرفوعا، فالركبان هم المتقون السابقون الذين يغفر الله ذنوبهم عند الحساب فلا يعذبهم، إلا أن المتقين يكونون على نجائب الجنة، والآخرون على دواب سوى دواب الجنة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : الراغبون يحتمل أن تكون إشارة إلى الأبرار. والراهبون: المخلطون الذين هم بين الخوف والرجاء، والذين تحشرهم النار هم الكفار، ويحتمل أن يكون هذا وقت الحشر إلى موقف الحساب.
[ ص: 36 ] وأما ما ورد من حشرهم حفاة عراة غرلا ففي وقت النشور من القبور، ويحتمل أن يكون هذا معنى قوله: "راغبون وراهبون" في وقت حشرهم إلى الجنة بعد الفراغ من الحساب، والأول أولى.
والصنف الثاني: الذين يعذبهم الله بذنوبهم ثم يخرجهم من النار إلى الجنة، وهؤلاء يكونون مشاة على أقدامهم، وقد يحتمل على هذا أن يمشوا وقتا ويركبون ثم يركبون أو يكونوا ركبانا، فإذا قاربوا المحشر نزلوا فمشوا ليتفق الحديثان.
قال: معناه -والله أعلم- أن قوما يأتلفون في الإسلام برحمة الله يخلق لهم من أعمالهم بعيرا يركبون عليه، وهذا من ضعف العمل لكونهم يشتركون فيه كقوم خرجوا من سفر بعيد، وليس مع أحد منهم ما يشتري مطية توصله فاشترك في ثمنها اثنان أو ثلاثة، ابتاعوا مطية يتعقبون عليها في الطريق، ويبلغ بعير مع عشرة، فاعمل هداك الله عملا يكون لك بعير خالص من الشركة، واعلم أن ذلك هو المتجر الرابح، والمضمون والله. كما قال تعالى: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا [مريم: 85].
وفي "غريب الرواية" أنه - عليه السلام - قال يوما لأصحابه: "كان رجل من بني إسرائيل كثيرا ما يفعل الخير حتى إنه ليحشر فيكم" قالوا: وما كان [ ص: 37 ] يصنع؟ قال: "ورث من أبيه مالا كثيرا فاشترى بستانا; فحبسه للملائكة، وقال: هذا بستاني عند الله، وفرق دنانير (عديدة) في الضعفاء، وقال: أشتري بهذا جارية من الله وعبدا، وأعتق رقابا كثيرة، وقال: هؤلاء خدمي عند الله، والتفت ذات يوم إلى رجل ضرير البصر فرآه تارة يمشي، وتارة يكبو فابتاع له مطية يسير عليها، وقال: هذه مطيتي عند الله أركبها، وقال: والذي نفسي بيده لكأني أنظر إليها وقد جيء بها إليه مسرجة ملجمة فركبها ليسير بها إلى الموقف" .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث أبي ذر مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=668320 "الناس يحشرون ثلاثة أفواج: فوج راكبين طاعمين كاسين، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم، وتحشر النار أفواجا يمشون ويسعون، يلقي الله الآفة على [ ص: 38 ] الظهر فلا يبقى، حتى إن الرجل لتكون له الحديقة يغطيها نبات القتب فلا يقدر عليها" قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : يحتمل أن يكون أراد بالفوج الثاني: المسلمين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فيكونون مشاة، والأبرار ركبانا.
وفي كتاب أبي نعيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو : "ثم يبعث الله بعد قبض عيسى وأرواح المؤمنين بتلك الريح الطيبة نارا تخرج من نواحي الأرض يحشر الناس والدواب إلى الشام " .
وعن معاذ : "يحشر الناس أثلاثا: ثلثا على ظهور الخيل، وثلثا يحملون أولادهم على عواتقهم، وثلثا على وجوههم مع القردة والخنازير إلى الشام ، فيكون الذين يحشرون إلى الشام لا يعرفون حقا [ ص: 39 ] ولا فريضة، ولا يعملون بكتاب ولا سنة، يتهارجون هم والجن مائة سنة تهارج الحمر والكلاب، وأول ما يفجأ الناس بعد من أمر الساعة أن يبعث الله ليلا ريحا فتقبض كل دينار ودرهم، فتذهب به إلى بيت المقدس، ثم يشق الله بنيان بيت المقدس فينبذه في البحيرة .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة قال: يحشر الناس نحو الشام ، وأول من يحشر من هذه الأمة النضير وكله دال على أنه في الدنيا كما سلف، وأما في الآخرة فحالهم مختلف كما مر.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن النعمان بن سعيد ، عن علي مرفوعا في الآية: قال: "أما إنهم يحشرون على أقدامهم، ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة ، لم ينظر الخلائق إلى مثلها، رحالها الذهب، وأزمتها الزبرجد; فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة" وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيما ذكره عنه أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق في "أهواله".
فصل:
روى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في أوسط معاجمه من حديث معاذ مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=944436 "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما ، وإن صالح العبيد [ ص: 40 ] يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عاما، وإن أهل المدائن يدخلون الجنة قبل أهل الرساتيق بأربعين عاما لفضل المدائن بالجمعة والجماعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم" .
والثاني: وهم أيضا في هذه الحالة بحواس تامة، كقوله تعالى: [ ص: 42 ] احشروا الذين ظلموا وأزواجهم الآية [الصافات: 22] ومعنى: اهدوهم: دلوهم، ولا دلالة لأعمى أصم، ولا سؤال لأبكم، فيثبت بهذا أنهم يكونون بأبصار وأسماع وألسنة ناطقة.
والثالثة: ويكونون فيها أيضا كاملي الحواس; ليسمعوا ما يقال لهم، ويقرءوا كتبهم الناطقة بأعمالهم، وتشهد عليهم جوارحهم بسيئاتهم ويسمعوها، وقد أخبر الله عنهم أنهم يقولون: مال هذا الكتاب لا يغادر الآية [الكهف: 49] وأنهم يقولون لجلودهم: لم شهدتم علينا [فصلت: 21] وليشاهدوا أحوال القيامة، وما كانوا مكذبين به في الدنيا من شدتها، وتصرف الأحوال بالناس فيها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك فيما رواه ابن معبد في "الطاعة": فعند قوله: اخسئوا يصيرون صما لا يسمعون، وبكما لا ينطقون، وعميا لا يبصرون ، ويحتمل أن تكون الحكمة في سلب الأسماع من قبل أنهم سمعوا نداء الرب على ألسنة رسله فلم يجيبوه، بل جحدوه، وكذبوا به بعد قيام الحجة عليهم بصحته، فلما كانت حجة الله عليهم في الدنيا الأسماع، عاقبهم على كفرهم في الأخرى بسلبه، يوضحه أنهم كانوا يقولون لرسول الله: وفي آذاننا وقر [فصلت: 5] وقالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه [فصلت: 26] وأن قوم نوح كانوا [ ص: 44 ] يستغشون ثيابهم تسترا منه لئلا يروه، ولا يسمعون كلامه، وقد أخبر الله عن الكفار في نبينا مثله، فقال: ألا إنهم يثنون صدورهم [هود: 5] وإن سلب أبصارهم فلأنهم أبصروا العبر فلم يعتبروا، والنطق فلأنهم أوتوه فكفروا، وقد تقدم طرف من هذا في ذكر آدم - عليه أفضل الصلاة والسلام-.