الوصلات: ضبطناه بضم الصاد، ويجوز إسكانها، وفتحها أيضا، كما نبه عليه ابن التين ، وقال الجوهري : جمع وصلة: وصل، ويعرق بفتح الراء في مستقبله، وكسرها في ماضيه، و"يلجمهم" بضم الياء من ألجم، يلجم.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: الأرض يوم القيامة كلها نار، والجنة من ورائها ترى (كواكبها) وكواعبها; فيعرق الرجل حتى يرشح عرقه في الأرض قدر قامته، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه، وما مسه الحساب .
[ ص: 50 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: يشتد كرب ذلك اليوم حتى يلجم الكافر العرق، قيل له: فأين المؤمنون؟ قال: على كراسي من ذهب، ويظل عليهم الغمام . وعن أبي ظبيان قال أبو موسى : الشمس فوق رءوس الناس، وأعمالهم تظله .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في "رقائقه" من حديث شهر ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما -: " (إن الله) يحشر الأمم من الإنس والجن عراة أذلاء، قد نزع الملك من ملوك أهل الأرض، ولزمهم الصغار بعد عتوهم، والذلة بعد تجبرهم على عباد الله في أرضه حتى إذا وافوا الموقف أهل السماوات السبع والأرضين السبع كسيت الشمس حر سبع سنين، ثم أدنيت من الخلائق قاب قوس أو قوسين" الحديث بطوله.
وفي "كشف علوم الآخرة" nindex.php?page=showalam&ids=14847للغزالي : الخلق يتداخل إلى أن يبقى على القدم ألف يوم لشدة الزحام، ولخوض الناس في العرق في أنواع مختلفة، ومنهم من يصيبه يسير، كالقاعد في الحمام، ومنهم من يصيبه البلة كالعاطش إذا شرب الماء، وكيف لا يكون القلق والعرق وقد قربت الشمس من رءوسهم حتى لو مد أحدهم يده لنالها مع تضاعف حرها إلى سبعين مرة.
قال بعض السلف: لو طلعت الشمس على الأرض كهيئتها يوم القيامة لأحرقت الأرض، وذاب الصخر، ونشفت الأنهار فيقفون كذلك ألف عام، فإذا بالعرش يحمله ثمانية أملاك، فلا يزالون كذلك يموج بعضهم في بعض ألف عام، والجليل جل جلاله لا يكلمهم كلمة واحدة، فحينئذ يذهب الناس إلى آدم فيسألونه الشفاعة في فصل القضاء .
[ ص: 51 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سلمان الخير قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين قال: فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل. قال سلمان : حتى يقول الرجل: غر غر .
والمراد من هذا: لا (تضير) مؤمنا كامل الإيمان، أو من استظل، كما سلف من حديث المقداد . وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول ، عن عبيد الله بن العيزار قال: يزاد في حر الشمس يومئذ تسعة وستون ضعفا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : كل أحد يقوم عرقه معه فيغرق فيه إلى أنصاف ساقيه، وإلى جانبيه كما سلف، قال: وهذا خلاف المعتاد في الدنيا; فإن الجماعة إذا وقفوا في الأرض (المستوية) أخذهم الماء أخذا واحدا ولا يتفاوتون، وهذا من القدرة التي تخرق العادات. ومثله ابن برجان في "إرشاده" بالمؤمن في الدنيا يمشي بنور إيمانه في الناس، والكافر في ظلمات كفره ، والمؤمن في وقاية الله وكفايته، والكافر والعاصي في خذلانه لهما وعدم العصمة، والمؤمن السني يكدع في السنة، ويروى ببرد اليقين، ويمشي في سبيل الهداية بحسن الاقتداء، والمبتدع عطشان إلى ما يرويه.
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : واعلم أن كل عرق لا يخرجه التعب في سبيل الله من جهاد، وحج، وقيام، وصيام، وتردد في قضاء حاجة مسلم، وتحمل مشقة في أمر بمعروف أو نهي عن منكر، فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة، ويطول فيه كربه. ولو سلم ابن آدم من الجهل والغرور لعلم أن تعب العرق في حمل مصاعب الدنيا أهون أمرا، وأقصر زمانا من عرق الكرب والانتظار في يوم القيامة.
فصل:
سلف حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - أيضا في التفسير، في تفسير: ويل للمطففين [المطففين: 1] وتكلمنا عليه أيضا هناك، وأعدناه لبعده.