6170 6535 - حدثني nindex.php?page=showalam&ids=14653الصلت بن محمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع: ونزعنا ما في صدورهم من غل [الأعراف: 43] قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=11904أبي المتوكل الناجي أن nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=656054قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض، مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا". [انظر: 2440 - فتح: 11 \ 395].
الشرح:
قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أحقت لكل قوم أعمالهم، والتقدير: ذات الحاقة.
وقال الفراء : سميت بذلك; لأن فيها حقائق الأمور.
[ ص: 54 ] وقيل: لأنها تحق كل الكفار الذين حاقوا الأنبياء إنكارا، يقال: حاققته فحققته، أي: خاصمته فخصمته، وسميت القيامة القارعة; لأنها تقرع القلوب، والغاشية لأنها تغشاهم، أي: تجللهم.
والصاخة في الأصل: الداهية، يقال: رجل أصخ، أي: أصم.
وقال الحسن : الصاخة الآخرة، يصخ لها كل شيء أي: ينصب .
وفي "الصحاح": الصاخة: الصيحة يقال: صخ الصوت الأذن يصخها صخا، ومنه سميت القيامة.
وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن أول ما ينظر فيه من عمل المرء الصلاة .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي مرفوعا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقال: حسن غريب.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أول من يقضى بينهم علي وحمزة وعبيدة (بن الحارث) وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة الذين تبارزوا يوم بدر، وفيهم نزل هذان خصمان [الحج: 19].
والمظلمة بفتح اللام، وهو القياس، وبه ضبطه ابن التين ، nindex.php?page=showalam&ids=14299والدمياطي ضبطه بكسرها. قال الجوهري : ظلمه، ظلما، ومظلمة، وأصله: وضع الشيء في غير موضعه، قال: والظلامة والظليمة والمظلمة: ما تطلبه عند الظالم، وهو اسم ما أخذ عن ظلمة.
وقوله: ("فليتحلله منها") قال الهروي : يقال تحللته، واستحللته: إذا سألته أن يجعلك في حل من قبله.
والدينار: أصله دنار، بدليل جمعه على دنانير، فإن الجمع يرد الشيء إلى أصله، والدرهم فارسي معرب، وكسر الهاء لغة، وربما قالوا: درهام، وجمع درهم: دراهم، ودرهام: دراهيم، وليس في كلام العرب يقال سواه، وسوى هيلع: وهو الأكول، وهجرع: وهو الطويل، وبلعم: وهو اسم رجل، ذكر عن الخليل ، زاد غيره: ضفدع، والجماعة على كسر داله.
وقوله: ("من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته") يعني: المسلم، قال بعضهم: اقتص لبعض العباد من بعض عاد الأمر فيما بينهم وبين الله، وهذا قد أسلفته.
فصل:
قوله: ("يخلص") هو بفتح أوله، وضم ثالثه، وهو اللام أي: يخلصوا.
[ ص: 57 ] ومنه: خلاصة السمن: ما خلص منه; لأنهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق وتمر وأبعار غزلان، كما ذكره ابن التين ، فإذا جاد وخلص من الثقل ذلك السمن.
والقنطرة: الجسر، والتهذيب بالذال المعجمة: التنقية، يقال: رجل مهذب أي مطهر الأخلاق.
وقوله: ("بمنزله") أي: أعرف بطريقه وموضعه.
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ينبغي أن نعلم أن سيئات المؤمن على أصول أهل السنة والجماعة متناهية الجزاء، وحسناته غير متناهية الجزاء; لأن مع ثوابها الخلود في الجنة، فلا يأتي بما هو متناه على ما ليس بمتناه، فعلى هذا وجه هذا الحديث عندي أنه يعطى خصماء المؤمن المسيء من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته ، فإن فنيت حسناته أي: أخذ حسناته الذي قابل عقوبة سيئاته أخذ من خطايا خصومه، فطرحت عليه، ثم طرح في النار إن لم يعف عنه، حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا رد إلى الجنة بما كتب له من الخلود فيها بإيمانه، ولا يعطى خصماؤه ما زاد من أجر حسناته على ما قابل عقوبة سيئاته؛ لأن ذلك من فضل الله يخص به من وافى القيامة مؤمنا.
وقع هنا ذكر الصوت. قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : بصوت، لم يثبت بإسناد يكون حجة بانفراده، والأشبه أن يكون المراد به: نداء يليق بصفات الله تعالى، ويحتمل أن يأمر به ملكا فيكون الصوت مضافا إلى الملك في الحقيقة، وأضيف إلى الله; لأنه بأمره كان.
وقال الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه "الجواب عن أحاديث الأصوات" بعد أن ساقها: أما حديث جابر، عن ابن أنيس فذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا فقال: ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وهو حديث مداره على ابن عقيل ، وهو ضعيف، وتفرد به عنه القاسم بن عبد الواحد ، وليس ممن يحتج بحديثه، وروي من طريق عمر بن صبيح ، عن مقاتل ، عن أبي الجارود، وابن صبيح وضاع، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن يزيد ، وابن لهيعة حاله مشهور، والحديث أيضا مضطرب; فتارة قال: قدمت عليه الشام ، وأخرى: بمصر ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بمثله رواه عن أبي عاصم ، عن إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب ، فقال عن رجل، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومثل هذا لا تقوم به حجة، وحديث أبي [ ص: 60 ] سعيد تفرد بلفظ الصوت فيه nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وخالفه الحفاظ، فلم يذكروه فيه، والرواية الصحيحة ينادى بفتح الدال، نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي ، وحديث ابن (عمر) موقوف وضعيف، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود روي من طرق مرفوعا وموقوفا، وليس فيه ذكر الصوت، وإنما ذكر أبو نصر السجزي أنه وجده مذكورا في موقوف عليه، وليس بصحيح.
وحديث النواس كذلك أيضا، وكذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم ، عن أبيه، عن جده، ولا ذكر فيها للصوت، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ضعيف، قال: وهذا بمعنى ألفاظ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان، والأزدي، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الكلام على هذه الأحاديث.
فصل:
روينا في جزء الأنصاري بعلو: حدثنا محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=682202لما نزلت هذه الآية: ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون [الزمر: 31] قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير : يا رسول الله، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: "نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه" قال nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير : والله إن الأمر لشديد .
[ ص: 61 ] ومن حديث إبراهيم الهجري، عن nindex.php?page=showalam&ids=11820أبي الأحوص ، عن عبد الله يرفعه: "اتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد ليجيء بالحسنات الكثيرة يوم القيامة، فيرى أنهن ستنجينه، فما يزال عبد يجيء فيقول: يا رب إن فلانا ظلمني مظلمة، فيقول: امح من حسناته، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسناته شيئا، وإن مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم، فحطبوا، فلم يلبثوا أن أعظموا نارهم، وصنعوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب" .
ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم الأحول، nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد الحذاء قالا: سمعنا nindex.php?page=showalam&ids=12081أبا عثمان، عن سلمان nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=44وسعد بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود حتى عد ستة أو سبعة من الصحابة قالوا: إن الرجل ليرفع له يوم القيامة صحيفة حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، وتحمل عليه من سيئاتهم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ورواه صدقة بن موسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني ، عن يزيد بن بابنوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا، [ ص: 62 ] وقد روي عن بعض التابعين، وقال: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : سعيد بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المظالم لا يتابع عليه، قاله nindex.php?page=showalam&ids=16424عبد الله بن بكر ، ثنا عباد بن شيبة ، عن سعيد .
وقد روي ذلك أيضا عن زياد بن ميمون البصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، إلا أن زيادا متروك، ولا تعني متابعته شيئا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : كان nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يضعف إسناد حديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس هذا ويقول: لا يصح، [وحديثه] في قصة يوم عرفة باطل.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ويحتمل أن تكون الإجابة إلى المغفرة بعد أن يذيقهم شيئا من العذاب دون الاستحقاق، فيكون الخبر خاصا في وقت دون وقت، ويحتمل أن تكون الإجابة إلى المغفرة لبعضهم فيكون الخبر خاصا في قوم دون قوم، ثم من لا يغفر له يذيقه من العذاب بما اكتسب، ويحتمل أن يكون عاما، ونص القرآن يدل على أنه مفوض إلى المشيئة في قوله: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 48] فلا ينبغي لمسلم أن يضر نفسه; فإن المعصية شؤم ، وخلاف الخيار في [ ص: 63 ] أوامره ونواهيه عظيم.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث عبد الله بن بكر السهمي ، ثنا عباد بن شيبة الحبطي ، عن سعيد بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: "رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي. فقال الله تبارك وتعالى: أعط أخاك مظلمته. فقال: يا رب لم يبق من حسناتي شيء. فقال الله للطالب: كيف تفعل ولم يبق من حسناته شيء. فقال: يا رب يتحمل من أوزاري" قال: وفاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبكاء، ثم قال: "إن ذلك يوم عظيم، يوم يحتاج الناس إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم -قال- فقال الله للطالب: ارفع رأسك، فرفع رأسه، فقال: يا رب أرى مدائن من فضة مرتفعة، وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ، فلأي نبي أو صديق، أو شهيد هذا؟ قال: هذا لمن أعطى الثمن. قال: يا رب، ومن يملك [ ص: 64 ] ذلك؟ قال: أنت تملكه. قال: بم يا رب؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: يا رب إني قد عفوت عنه، قال الله: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة".
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "اتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة" .
فصل:
روى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب - رضي الله عنهما - مرفوعا: "صاحب الدين مأسور يوم القيامة بالدين" .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم من حديث زاذان أبي عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: يؤخذ بيد العبد أو الأمة فينصب على رءوس الأولين والآخرين، ثم ينادي مناد: هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها، وأخيها، أو على زوجها، ثم قرأ عبد الله : فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون [المؤمنون: 101] فيقول الرب تعالى للعبد: آت هؤلاء حقوقهم. فيقول: يا رب فنيت الدنيا، فمن أين أوتيهم، فتقول الملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته، فإن كان وليا لله فضلت من حسناته مثقال حبة من خردل من خير فيضاعفها الله حتى يدخله بها الجنة، ثم قرأ إن الله لا يظلم مثقال ذرة الآية [النساء: 40] وروي نحوه أيضا مرفوعا.
[ ص: 65 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة، وهو لا يعرفه، فيقول: ما لك إلي وما بيني وبينك معرفة؟ فيقول: كنت تراني على الخطايا والمنكر ولا تنهاني .
فصل:
إياك أن تعترض على هذه الأحاديث بقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى [الأنعام:164] وبقوله: وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء [فاطر: 18] كما توهمه بعض السخفاء; لأن الله تعالى لم يبن أمور الدنيا على عقول العباد بل أوعد ووعد بمشيئته وإرادته، وأمر ونهى بحكمته، ولا يسأل عما يفعل ونحن نسأل، ولو كان كل ما لا تدركه العقول مردودا، لكان أكثر الشرع مستحيلا على موضوع عقولهم، فقد أوجب بخروج المني وهو طاهر عند جماعة الغسل، وبخروج الأحداث عينا وريحا غسل الأعضاء الأربعة، والتسليم متعين، فكذا القصاص بالحسنات والسيئات.
فيجب على كل مسلم البدار إلى محاسبة نفسه ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا . فإن المرء إذا مات وليس عليه فريضة ولا مظلمة دخل الجنة بغير حساب، فإن مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه، وأنشبوا به مخاليبهم، وهو مبهوت متحير من كثرتهم حتى لم يبق في عمره أحد عامله على درهم أو جالسه في مجلس إلا وقد استحق عليه مظلمة بغيبة أو خيانة أو نظرة بعين استحقارا إذ قرع سمعه نداء الجبار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [غافر: 17] فعند ذلك ينخلع قلبه من الهيبة ويوقن بالبوار، فعند ذلك يؤخذ من حسناتك التي فنيت فيها عمرك، وتنقل إلى خصمائك عوضا من حقوقهم، كما ورد في الأحاديث التي سقناها. وقد قيل: لو أن رجلا له ثواب سبعين صديقا، وله خصم بنصف دانق لم يدخل الجنة حتى يرضي خصمه، وقيل: يؤخذ بدانق واحد سبعمائة صلاة مقبولة، فيعطى للخصم، ذكره القشيري في "تحبيره".
فصل:
اختلف الناس في حشر البهائم، وفي قصاص بعضها من بعض، فروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن حشر الدواب والطير موتها، وقاله nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . وفي رواية أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها تحشر وتبعث، [ ص: 67 ] وقاله أبو ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، وعمرو بن العاصي ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري ، وهو الصحيح لقوله: وإذا الوحوش حشرت [التكوير: 5] وقوله: ثم إلى ربهم يحشرون [الأنعام: 38].
قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والطير والدواب وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يؤخذ للشاة الجماء من القرناء، ثم يقول: كوني ترابا ، ونحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو ، وفي بعض الأخبار: أن البهائم إذا صارت ترابا يوم القيامة حول الله ذلك التراب في وجوه الكفار، فذلك قوله: ووجوه يومئذ عليها غبرة [عبس: 40] أي: غبار.
وقالت طائفة: الحشر في قوله: ثم إلى ربهم يحشرون [الأنعام: 38] للكفار، وأن ما تخلل من قوله: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم [الأنعام: 38] كلام معترض، وإقامة حجج، وأما الحديث فالمقصود منه: التمثيل على جهة تعظيم أمر الحساب والقصاص، وأنه لا محيص لمخلوق عنه، وعضدوا ذلك بما روي حين يقاد للشاة الجماء من القرناء، وللحجر لم ركب الحجر، والعود لم خدش العود، قالوا: فظهر من هذا أن المقصود التمثيل المفيد التهويل; لأن الجمادات لا تعقل خطابها ولا عقابها ولا ثوابها، ولم يصر إليه أحد من العقلاء، ومتخيله من جملة المعتوهين الأغبياء.
وأجاب من قال: إنها تحشر وتبعث بأن قال: من الحكمة الإلهية أن لا يجري أمرا من أمور الدنيا والآخرة إلا على مشيئة مستوية، وحكمة موزونة، ومن قال هنا بما قالته طائفة من المتسمين بالعلم: أن الجامد لا يفقه والحيوان غير الإنسان لا يعقل، وإنما هو مميز في الحيوان، ولسان حال في الجامد والنامي.
قيل له: ليس الأمر كما ذكرت، وإن شئت فارجع بصرك في الذي رأيت، تجده قد وصفهم بالموت والصمم، كما وصفهم بالعمى والبكم، وليسوا في الحقيقة الظاهرة موتى ولا صما ولا عميانا ولا بكما، وإنما هم أموات بالعقول والأذهان عن صفة الإيمان وحياته دار الحيوان، صم عن كلمة الأحياء، عمي عن النظر في مرآة وجوه الأخلاء، كذلك وصف الأنعام بضلال وليست في الحقيقة بضلال من حيث شرعها وحكمتها، وإنما ذلك من حيث واقعها، وكيف يكون ذلك كذلك والله تعالى يقول: وما من دابة في الأرض إلى قوله: يحشرون [الأنعام: 38] فوربك لنحشرنهم [مريم: 68] حما وقرعا، وليحاسبن حسابا يسيرا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا [النساء: 82].
وأن الله لا يسأل إلا عاقلا، وجعل كل موجود من موجوداته في أشتات الخلائق، وأجناس العالم دار دنيا ودار آخرة، فمن نظر إلى الأنعام وجدها من حيث نحن لا من حيث فلكها، فكل حيوان وجماد محشور لما عنده من الإدراك والمشاهدة والحضور من حيث هي، لا من حيث نحن، قال تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده [الإسراء: 44] وقال: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال [الرعد: 15]
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : وهذا كله صحيح لحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في شهادة الأرض بما عمل عليها، وهما صحيحان.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15557بكر بن سوادة أن أبا سالم الجيشاني حدثه أن ثابت بن طريف استأذن على أبي ذر - رضي الله عنه - فسمعه رافعا صوته يقول: والله لولا يوم الخصومة لسؤتك، قال ثابت : يا أبا ذر ما شأنك، فقال: والذي نفسي بيده لتسألن الشاة فيما نطحت صاحبتها، وليسألن الجماد فيما شك أصبع الرجل .
وروي في بعض الأخبار كما قال القشيري في "تحبيره": تحشر البهائم والوحوش يوم القيامة فتسجد لله سجدة، فتقول الملائكة: ليس هذا يوم سجود، هذا يوم الثواب والعقاب. فتقول البهائم: هذا سجود، حيث لم يجعلنا الله من بني آدم ، ويقال: إن الملائكة تقول للبهائم: إن الله لم يحشركم لثواب ولا عقاب، إنما حشركم تشهدون فضائح بني آدم .
فصل:
وذكر أبو عمرو الدقاق في "أهواله وألويته" عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - أن المؤمنين لما أمر بهم إلى الجنة، وكان بين قوم وآخرين دعوى وضغائن وتبعات، فطفقوا ينظر بعضهم إلى بعض كالطالب الذي يطلب صاحبه فمحى الله تلك الضغائن والتبعات والدعوى من قلوبهم، وعقد لهم لواء، ونادى المنادي: إن المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين [الحجر: 45 - 46] فاتبع القوم لواءهم حتى دخلوا منازلهم من الجنة .
فصل:
في زيادة تنعطف على حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - في الباب: "أول ما يقضى بين الناس بالدماء".
[ ص: 71 ] وروينا في كتاب ابن (غيلان) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي، عن رجل، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس في الدماء، ونادى كل قتيل قتل في سبيل الله قد حمل رأسه، تشخب أوداجه، فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول الله تعالى -وهو أعلم: فيم قتلته؟ فيقول: يا رب قتلته؛ لتكون العزة لك. فيقول: صدقت، فيجعل الله وجهه مثل نور الشمس، وتشيعه الملائكة إلى الجنان. ثم يأتي كل من قتل على غير ذلك، فيقول: يا رب: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول له- وهو أعلم: فيم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لك، فيقول الله تعالى: تعست، ثم لا تبقى قتلة إلا قتل بها، ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها، وكان في مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء رحمه" .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن عبد الله - رضي الله عنه - مرفوعا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي بمعناه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، وقال: حسن غريب.