تابعه عثمان المؤذن قال: حدثنا عوف، عن محمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه.
الكلام عليه من وجوه:
أحدها: في التعريف برواته غير من سلف، وهو nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة والحسن، وهو البصري.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد فهو ابن سيرين وهو أبو بكر محمد بن سيرين الأنصاري، مولاهم البصري التابعي الجليل، أخو nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ومعبد ويحيى وحفصة وكريمة أولاد سيرين، وسيرين مولى أنس من سبي عين التمر، وإذا أطلق nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين فهو محمد هذا، وهؤلاء الستة كلهم تابعيون.
[ ص: 145 ] ذكر أبو علي الحافظ: خالدا بدل: كريمة قال: وأكبرهم معبد وأصغرهم حفصة.
قلت: ومن أولاد سيرين أيضا عمرة وسودة، قال ابن سعد : أمهما أم ولد كانت nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس. وذكر بعضهم من أولاده: أشعث أيضا، فهؤلاء عشرة.
وروى (محمد، عن يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ) حديثا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح: وهذه غريبة عايا بها بعضهم فقال: ثلاثة إخوة يروي بعضهم عن بعض. وكأنه تبع الرامهرمزي فإنه ذكره في "فاصله" كذلك وزاد: ثلاثة إخوة (فقهاء).
وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر أخا رابعا فيه وهو: معبد بين يحيى nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، فاستفد ذلك. وقد أوضحته في "المقنع في علوم الحديث".
كاتب nindex.php?page=showalam&ids=9أنس سيرين على عشرين ألف درهم فأداها وعتق. وأم محمد وإخوته صفية مولاة nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق، طيبها ثلاث من أمهات المؤمنين ودعون لها، وحضر إملاكها ثلاثة عشر بدريا، منهم: nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون.
سمع جمعا من الصحابة وخلقا من التابعين. قال nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان: أدرك ثلاثين صحابيا. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وهو أكبر من [ ص: 146 ] أخيه أنس، وعنه خلق من التابعين: nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب وغيرهم. مات سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم.
وقد أسلفنا أن الحسن لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، فلهذا قرنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بمحمد لأنه سمع منه، فالاعتماد عليه إذن.
وأما عوف فهو أبو سهل بن أبي جميلة بندويه الأعرابي -ولم يكن أعرابيا- العبدي الهجري البصري. سمع (جمعا) من كبار التابعين منهم: الحسن، وعنه الأعلام: nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وشعبة وغيرهما. وثقته مجمع عليها. ولد سنة تسع وخمسين، ومات. سنة ست، وقيل: سبع وأربعين ومائة. ونسب إلى (التشيع).
وأما روح (ع) فهو أبو محمد روح بن عبادة بن العلائي حسان بن عمرو بن مرثد القيسي البصري. سمع خلقا من الأعلام أشعث nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا وغيرهما، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره من الأعلام.
قال الخطيب: كان كثير الحديث، وصنف الكتب في السنن والأحكام والتفسير، وكان ثقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني: نظرت لروح في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : لا بأس به صدوق. مات سنة خمس ومائتين.
[ ص: 147 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهو أبو بكر أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف -بفتح الميم ثم نون ساكنة ثم جيم ثم فاء- السدوسي المنجوفي البصري، سمع nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي وغيره، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهم. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وأما عثمان المذكور في المتابعة فهو أبو عمرو عثمان بن الهيثم بن جهضم بن عيسى بن حسان بن المنذر البصري العبدي مؤذن جامعها، سمع عوفا وغيره، وعنه الذهلي وآخرون، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه في مواضع، وروى هو nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن رجل عنه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن محمد غير منسوب وهو الذهلي عنه، مات في رجب سنة عشرين ومائتين.
الوجه الثاني:
قوله: (تابعه عثمان) أي: تابع روحا في الرواية عن عوف، فالهاء عائدة على روح، فالحديث من رواية عثمان رباعي، ومن رواية المنجوفي خماسي، وذكر هذا أولا; لأنه أتم سياقا; ولهذا قال: تابعه عثمان نحوه.
وتقدم تفسير قوله: ("إيمانا واحتسابا")، وقوله: ("ويفرغ") هو بضم أوله وفتح ثالثه وهو أعم.
والقيراط: اسم لمقدار من الثواب يقع على القليل والكثير، بين في هذا الحديث أنه مثل أحد، وفي رواية للحاكم: "القيراط أعظم من أحد" ثم قال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
الثانية: القيراط الأول يحصل بالصلاة إذا انفردت، فإن ضم إليها اتباعه وحضوره حتى يفرغ من دفنه حصل له قيراط ثان.
ولا يقال: يحصل بالصلاة مع الدفن ثلاثة كما قد يتوهم من ظاهر بعض الأحاديث، فالمطلق والمجمل محمول على هذا المصرح، وممن صرح بحصولهما فقط أبو الحسن علي بن عمر القزويني وابن الصباغ، من أصحابنا.
[ ص: 151 ] الثالثة: في (الدفن الذي يحصل به) القيراط الثاني وجهان:
أصحهما: بالفراغ منه. أي: من تسوية القبر، والثاني: يحصل إذا ستر الميت في القبر باللبن وإن لم يلق عليه التراب.
وفي وجه ثالث بعيد أنه يحصل بمجرد الوضع في اللحد وإن لم يلق عليه التراب، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "حتى يوضع في اللحد" تدل عليه، لكنها تؤول بالفراغ من الدفن جمعا بين الروايتين، وسيكون لنا عودة -إن شاء الله تعالى- إلى هذا الموضع في بابه.
الرابعة: الحديث (دل) على أن حصول القيراطين إذا اتبعها وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ منها، ومن سبقها إلى الصلاة أو إلى القبر فأجره دون ذلك; لأنه ليس معها. وكره أشهب اتباعها والرجوع قبل الصلاة.
الخامسة: حكى ابن عبد الحكم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه لا ينصرف بعد الدفن إلا بإذن، وإطلاق هذا الحديث وغيره يخالفه.
[ ص: 152 ] السادسة: قد يستدل بلفظ الاتباع من يرى أن المشي وراء الجنازة أفضل من أمامها، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة، والجمهور على خلافه، وبه قال باقي الأئمة الأربعة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وطائفة: هما سواء.
ولا فرق عندنا بين الراكب والماشي، خلافا nindex.php?page=showalam&ids=16004للثوري، حيث قال: إن الراكب يكون خلفها. وتبعه الرافعي في "شرح المسند"، وكأنه قلد nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي; فإنه كذا ادعى.
وفيه حديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث المغيرة بن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وقال به من المالكية أيضا أبو مصعب.
السابعة: الحديث دال على أن الثواب المذكور إنما يحصل لمن تبعها إيمانا واحتسابا، فإن حضورها على ثلاثة أقسام: احتساب، ومكافأة، ومخافة.
والأول: هو الذي يجازى عليه الأجر ويحط الوزر، والثاني: لا يبعد ذلك في حقه، والثالث: الله أعلم بما فيه.
الثامنة: إنما كان الجزاء بالقيراط دون غيره; لأنه أقل مقابل عادة، وإنما خص بأحد; لأنه أعظم جبال المدينة، والشارع كان يحبه وهو يحبه.