فكنتم على أعقابكم تنكصون [المؤمنون: 66]: ترجعون على العقب. [انظر: 7048 - مسلم: 2213 - فتح: 11 \ 466].
[ ص: 114 ] ثم ساق أحاديث:
أحدها:
حديث شقيق ، عن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة ، عن سليمان، عن أبي المغيرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=656090 "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن معي رجال منكم ثم ليختلجن دوني، فأقول: يا رب أصحابي . فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" تابعه عاصم عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11983أبو حصين : عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الفرط والفارط: هو الذي سبق أصحابه إلى الماء ليسقي ويقوى في الحياض، حتى يردوا فيشربوا، وفراط: جمع فارط في شعر الفطامي .
ومعنى "ليختلجن دوني": يعدل بهم عن الحوض، وأصله الجذب والإسراع، وكل شيئين فرق بينهما، فقد تخلج أحدهما عن صاحبه.
وقوله: ("ما أحدثوا بعدك") هو من ارتد بعده من الأعراب. وقوله: (عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، عن عبد الله ) ومرة: (عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ) لا ينكر أن يكون ذلك عنهما، وهذا يدل أن ذلك قبل قوله: "فيحد لي حدا" إلى آخر الحديث.
هما موضعان. قال ابن التين : وقرأنا "جرباء" بالمد، وفتح الجيم، و"أذرح": غير مصروف; لأنه تأنيث البقعة.
[ ص: 115 ] الحديث الثالث:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر nindex.php?page=showalam&ids=16571وعطاء بن السائب عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=656092الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر : قلت لسعيد: إن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة. فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
الكوثر وزنه فوعل من الكثرة، قال الهروي : وجاء في التفسير أنه القرآن والنبوة.
والدر جمع درة: وهي اللؤلؤة، وتجمع درات ودرر. والمجوف: الخاوي، والمسك الأذفر: الذكي الرائحة، قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : الذفر: حدة الرائحة الطيبة والخبيثة.
وقوله: ("بينما أنا أسير") إلى آخره. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : إن كان محفوظا يدل على أن الحوض الذي يزاد عنه أقوام غير النهر الذي رآه، وهو في الجنة، أو يكون يراهم وهو في الجنة وهم خارج، فيناديهم، فينصرفون ذات الشمال، فيتفق (الحديثان).
ثم ساقه بعد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري بزيادة: "فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي" وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "سحقا": بعدا. يقال: سحيق: بعيد، وأسحقه وسحقه واحد: أبعده.
[ ص: 117 ] وقال شعيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فيحلئون" فقال عقيل: فيجلون. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14409الزبيدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن محمد بن علي ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الرهط: ما دون العشرة من الرجال، لا يكون فيهم امرأة.
وقوله: "فيجلون" ضبطناه بالحاء والجيم، وقد سلف اختلاف (الرواة) في ذلك. قال ابن التين : قرأناه بالجيم في موضع، وبالحاء في آخر مهموزا. قال الجوهري : حلأت الإبل عن الماء، تحلئة وتحليئا: إذا طردتها عنه ومنعتها أن ترده، ونحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وابن فارس ، وأنشدوا:
محلأ عن سبيل الماء (مطرود)
.
قال الجوهري : وكذلك غير الإبل، وذكر عن البختري حلأت الإبل، بالتشديد والتخفيف، وهو مهموز عند جميعهم. وفي رواية غير مهموز وإنما سهل الهمزة.
[ ص: 118 ] وقال الجوهري : قوله: "يجلون" يعني: الطرد، وإن كان بالحاء فهو أطبع وتجلو أيديهم من الخير.
والقهقرى: الرجوع إلى خلف، كما قاله الجوهري وغيره، فإذا قلت: رجعت القهقرى. فإنك قلت: رجعت الرجوع الذي يعرف بهذا الاسم; لأن القهقرى ضرب من الرجوع. ومعنى الحديث: أنهم ارتدوا عما كانوا عليه. وحكى ابن ولاد ، عن أبي عمرو أن القهقرى: الإحضار، وهو العدو، ويقال: حضر الفرس وأحضر.
ومعنى "يجلون" بالجيم: يصرفون، مثل: يحلون بالمهملة. والهمل بالتحريك: الإبل بلا راع مثل النفش، إلا أن النفش لا يكون إلا ليلا، والهمل يكون ليلا ونهارا، يقال: إبل هاملة وهمال وهوامل، وتركتها هملا أي: سدى إذا أرسلتها ترعى ليلا ونهارا بلا راع، وفي المثل: اختلط المرعي بالهمل، المرعي: ما له راع، قاله الجوهري ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : الهمل السدى من النعم ترعى نهارا بلا راع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الهمل من النعم: ما لا ترعى ولا تستعمل تترك هملا لا تتعهد حتى تضيع وتهلك، قال: وقد يكون الهمل أيضا بمعنى الضوال، وقال الهروي في الحديث سألته عن الهمل -يعني: الضوال من النعم- واحدته هامل، كحارس وحرس، وطالب وطلب، ومعنى الحديث: أنه لا يخلص منهم إلا القليل; لأن الهمل من الإبل قليل نادر.
وقد سلف في موضعه، وأن المراد ببيته: بيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الذي فيه قبره، أو معنى بيته: قبره. وسلف معناه أيضا، واحتج به من فضل المدينة على مكة ، وأنه خص ذلك الموضع منها لفضله على بقيتها فسواها أولى، وخولف.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: "إني فرط لكم" الحديث.
معناه: دعاء لهم، وكان ذلك بعد موتهم بثمانية أعوام. وقيل: صلى صلاة الموتى، وهو ظاهر الحديث.
وقوله فيه: ("وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن") يحذرهم أن يأتوا بما يوجب طردهم عنه.
وقوله: ("فإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض") أو "مفاتيح الأرض" أي: كنوزها، وأصله من: خزن الشيء فأسره، ويقال للسر من الحديث: مختزن.
وحديث حارثة بن وهب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحوض فقال كما قال: "كما بين المدينة وصنعاء ".
قوله: ("الآنية مثل الكواكب") يحتمل أن يريد التكبير، ويحتمل أن يريد الحقيقة، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي .
وقوله: ("ما برحوا") أي: ما زالوا.
وقوله: في الحوض ("كما بين صنعاء والمدينة ") وفي الأول: " المدينة وصنعاء" يريد صنعاء الشام ، وقال: قيل: كما بين صنعاء وأيلة فيحتمل أن يكون ذلك كله سواء، أو يكون ما بين صنعاء والمدينة ما بينها وبين أيلة ، ومثل ذلك ما سلف أول الباب: "ما بين جرباء وأذرح" .