6233 6607 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17026أبو غسان، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11974أبو حازم، عن سهل nindex.php?page=hadith&LINKID=656117أن رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " من أحب أن ينظر إلى الرجل من أهل النار فلينظر إلى هذا". فاتبعه رجل من القوم، وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين، حتى جرح فاستعجل الموت، فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرعا فقال: أشهد أنك رسول الله. فقال "وما ذاك؟". قال: قلت لفلان: "من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه". وكان من أعظمنا غناء عن المسلمين، فعرفت أنه لا يموت على ذلك فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "إن العبد ليعمل عمل أهل النار، وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة، وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم" [انظر: 2898 - مسلم: 112 - فتح: 11 \ 499].
وفيه: (نحر نفسه) وفي آخر الحديث "وإنما الأعمال بالخواتيم" ثم ذكر مثله من حديث سهل .
وسلفا في غزوة خيبر ، وسلفت الترجمة أيضا، وسلف حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الجهاد (أيضا).
وهذا -أعني "إنما الأعمال بالخواتيم"- حكم الله في عباده في الخير والشر، فيغفر الكفر وأعماله بكلمة الحق يقولها العبد عند الموت قبل المعاينة لملائكة العذاب، وكذلك يحبط عمل المؤمن إذا ختم له بالكفر، كذلك هذا الحكم موجود في الشرع كله، كقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=650546 "من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة" وقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=650545 "من أدرك ركعة من الصبح" وكذلك: "من العصر" فجعله مدركا لفضل الوقت بإدراك الخاتمة، وإن كان لا يدرك منه إلا أقله، وكذلك من أدرك جزءا من ليلة عرفة قبل الفجر، فوقف بها أدرك الحج، وتم له ما فاته (من [ ص: 144 ] مقدماته) كما عهد الذي لم يعمل خيرا قط أن يحرق ويذرى، فكانت خاتمة سوء عمله خشية -أدركته (لربه) - تلاقاه الله بها، فغفر له (سوء عمله) طول عمره، هذا فعل من لا تضره الذنوب، ولا تنفعه العبادة، وإنما تنفع وتضر المكتسب لها الدائم عليها إلى أن يموت. نبه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب .
وفي قوله: "العمل بالخواتيم" حجة قاطعة على أهل القدر في قولهم: إن الإنسان يملك أمر نفسه، ويختار لها الخير والشر. فمهما اتهموا اختيار الإنسان لأعماله الشهوانية واللذيذة عنده، فلا يتهمونه باختيار القتل لنفسه؛ إذ هو أوجع الآلام، وأن الذي طيب عنده ذلك غير اختياره، والذي يسره له دون جبره عليه ولا مغالب له، هو قدر الله السابق في علمه، والختم من حكمه.
فصل:
قوله: (يدعي الإسلام) أي: تلفظ به.
وقوله: (كثرت به الجراح فأثبتته) أي: صرعته صرعا لا يقدر معه على القيام.