قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : كان أهل الجاهلية قد جرى على ألسنتهم الحلف باللات والعزى، فلما أسلموا ربما جروا على عادتهم بذلك من غير قصد منهم، فكان من حلف بذلك فكأنه قد راجع حالة من حالة الشرك، وتشبه بهم في تعظيمهم غير الله، فأمر الشارع من عرض له [ ص: 262 ] ذلك بتجديد ما أنساهم الشيطان أن يقولوا: لا إله إلا الله، فهو كفارة له إذ ذاك براءة من اللات والعزى، ومن كل ما يعبد من دون الله.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وقول ذلك واجب مع إحداث التوبة، والندم على ما قال من ذلك، والعزم على ألا يعود، فلا يعظم غير الله.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وفيه الإبانة: أن كل من أتى أمرا يكرهه الله تعالى، ثم أتبعه من العمل بما يرضاه الله ويحبه بخلافه، وندم عليه، وترك العودة له; فإن ذلك واضع عنه وزر عمله، وماح إثم خطيئته، وذلك كالقائل يقول: كفر بالله إن فعل كذا، فالصواب له أن يندم على قوله ندامة سعد على حلفه، وأن يحدث من قول الحق خلاف ما قال من الباطل، وكذلك أعمال الجوارح، كالرجل يهم بركوب معصية، فإن توبته ترك العزم عليه، والانصراف عما هم به، وأن يهم بعمل طاعة لله مكان همه بالمعصية، كما قال - عليه السلام - لمعاذ في وصيته: nindex.php?page=hadith&LINKID=956781 "إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها" .
[ ص: 263 ] قال غيره: والأمر بالصدقة في الثاني محمول عند الفقهاء على الندب، بدليل أن مريد المعصية ولم يفعلها، فليس عليه صدقة ولا غيرها، بل تكتب له حسنة، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا.
واحتج nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لروايته بقوله تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان [الرحمن: 46] قال: هو العبد يهم بالمعصية، ثم يتركها من خوف الله.
و(سبق) زيادة في معنى هذا الحديث في آخر كتاب الاستئذان، في (باب: كل لهو باطل إذا اشتغل عن طاعة الله).
فصل:
والطاغوت في الترجمة قد اختلف السلف في معناه، أهو الشيطان كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وجماعة، أو الساحر كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين وغيرهما، أو الكاهن كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
[ ص: 264 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وهو عندي فعلوت من الطغيان، كالجبروت من الجبر، والخلبوت من الخلب، قيل ذلك لكل من طغى على ربه تعالى، فعبد من دونه إنسانا كان ذلك الطاغي أو شيطانا أو صنما.