608 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=650573أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، أذكر كذا. لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى". [1222، 1231، 1232، 3285 nindex.php?page=showalam&ids=17080 - مسلم: 389 - فتح: 2 \ 84]
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الصلاة كما ستعلمه وفي لفظ له: "إن يدري". nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا، ولفظه: "ما يدري وله حصاص". وهو الضراط في قول كما ستعلمه.
[ ص: 324 ] أحدها: "الحصاص" في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: بحاء وصادين مهملات، فقيل: إنه الواقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وقال أبو عبيدة: هو شدة العدو.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود: إذا ضرب بأذنيه ومضغ بذنبه أي: حركه يمينا وشمالا وعدا، فذاك الحصاص.
ولا مانع من حمله على ظاهره؛ إذ هو جسم يصح منه خروج الريح.
[ ص: 325 ] وأبعد من قال: إنما يشهد له المؤمنون من الجن والإنس دون الكافر، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض، قال: ولا يقبل من قائله لما جاء في الآثار من خلافه، قال:
وقيل: إن هذا فيمن يصح منه الشهادة ممن يسمع.
وقيل: بل هو عام في الحيوان والجماد كما في الحديث الذي ذكرناه، وأن الله يخلق لها ولما لا يعقل من الحيوان إدراكا للأذان وعقلا ومعرفة.
وقيل: إدباره لعظم شأن الأذان بما يشتمل عليه من قواعد التوحيد وإظهار الشرائع والإعلام.
وقيل: ليأسه من وسوسة الإنسان عند الإعلان بالتوحيد.
فإن قلت: كيف يهرب من الأذان ويدنو. في الصلاة وفيها القرآن والمناجاة؟
قلت: أجاب nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عنه بأن إبعاده عن الأذان لغيظه من ظهور الدين وغلبة الحق، وعلى الأذان هيبة يشتد انزعاجه لها ولا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به؛ لأنه لا يحضر النفس.
فأما الصلاة فإن النفس تحضر فيها فيفتح لها الشيطان أبواب الوسوسة.
ثانيها: المراد بالتثويب هنا: الإقامة. ويخطر: - بكسر الطاء وضمها، والأكثر على الضم، والوجه: الكسر - أي: يوسوس، والضم من الشكوك والمرور أي: يدنو منه بينه وبين قلبه فيشغله عما هو فيه، وبهذا فسره الشراح، وبالأول فسره الخليل.
[ ص: 326 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي: فيحول بين المرء وما يريد من نفسه من إقباله على صلاته وإخلاصه.
وقال الهجري في "نوادره": يخطر بالكسر في كل شيء وبالضم ضعيف.
ثالثها: قوله: "حتى يظل" كذا الرواية بظاء معجمة مفتوحة، والرجل مرفوع أي: يصير، كما قال تعالى: ظل وجهه مسودا [الزخرف: 17] وقيل: معناه: يبقى ويدوم.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: يضل بالضاد المعجمة المكسورة بمعنى: ينسى ويذهب فهمه، ويسهو قال تعالى: أن تضل إحداهما [البقرة: 282]، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول، عن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أنه روى: يضل بفتح الضاد أيضا من الضلال وهو الحيرة.
قال: والكسر في المستقبل أشهر.
قال الشيخ تقي الدين: ولو روي بضم الياء لكان صحيحا، يريد حتى يضل الشيطان الرجل عن دراية كم صلى.
رابعها: الحديث ظاهر فيما ترجم له وهو فضل التأذين، وقد وردت أحاديث كثيرة بفضله، ذكرت منها جملة مستكثرة في شرحي "التنبيه"
[ ص: 327 ] واختلف فيه وفي الإمامة أيهما أفضل؟ ومحل الخوض في ذلك كتب الفروع، وقد بسطناه في الشرح المذكور و"شرح المنهاج" وغيرهما، فيراجع منه.