إنما أتى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله بقوله: (وقال ابن كثير : أنا سفيان ، ثنا عبد الرحمن بن عابس ) ليزول توهم ما قد يتوهم من عدم [سماع] سفيان من عبد الرحمن . والبر: جمع برة من القمح، ومنع nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن يجمع على أبرار، وجوزه nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد . والأقراص في الحديث الثاني جمع قرص، وقرص: جمع قرصة، كغصن وغصنة وأغصان.
وقوله: ("هلمي يا nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم ما عندك") كذا في الأصول، وذكره ابن التين بلفظ "هلم" بحذف الياء.
ثم قال: إنه على لغة أهل الحجاز أن (هلم) يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع والمفرد، قال تعالى: هلم إلينا [الأحزاب: 18] والعكة بضم العين: آنية السمن.
ومعنى (فأدمته): جعلت السمن إدامه، وهو ثلاثي يقال: أدم الخبز، يأدمه بالكسر، وقول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قبل: (من خبز بر مأدوم) يدل على صحة ذلك; لأن مفعولا لا يكون إلا من الثلاثي، ولو كان الفعل رباعيا لقالت: خبز بر مؤدم.
[ ص: 359 ] فصل:
واختلف العلماء فيمن حلف أن لا يأكل إداما فأكل لحما مشويا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : يحنث كما لو أكل زيتا وخلا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف : الإدام: ما يصطبغ مثل الزيت والعسل والخل، فأما ما لا يصطبغ به مثل اللحم المشوي والخبز والبيض فليس بإدام، وعند المالكية : يحنث بكل ما هو عند الحالف إدام، ولكل قوم عادة.
قال محمد : ما كان الغالب منه أنه يؤكل بالخبز فهو إدام، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، وحكاه ابن التين عنه: يحنث بأكل السمن والعسل والزيت والودك والشحم والزيتون والجبن والصبر والسلجم والمري والشبراق، وشبه ذلك قال: ولا أرى أن يحنث بالملح (الجريش) ولا المطيب وإن كان قد أحنثه بعض العلماء به.
وقيل: إنه من الدوام، وقيل: من وقوع الأدمة على الأدمة، وليس كل اسم يتناوله إطلاق اسم، بدليل أن من جمع بين لقمتين لا يسمى بهذا الاسم، وإنما المراد أن يستهلك فيه الخبز ويكون تابعا له بأن تتداخل أجزاؤه بأجزاء غيره، وهذا لا يحصل إلا فيما يصطبغ به. وهذا الوجه [ ص: 360 ] مجمع عليه وما سواه مختلف فيه، فلا يصح إثباته إلا بلغة أو عادة، وقد قال تعالى: وصبغ للآكلين [المؤمنون: 20].
قال ابن القصار : فيقال لهم: لا خلاف بين أهل اللغة أن من أكل خبزا بلحم مشوي أنه قد ائتدم به، ولو قال: أكلت خبزي بلا أدم لكان كاذبا، ولو قال: أكلت خبزي بإدام كان صادقا، فيقال لهم: أما قولكم: إن الإدام اسم للجمع بين الشيئين، فكذلك نقول، وليس الجمع بين شيئين هو امتزاجهما واختلاطهما، بل هو صفة زائدة على الجمع; لأننا نعلم أن الخبز بالعسل ليس يستهلك أحدهما صاحبه، ولا الخبز مع الزيت أيضا، فلم نراع في الشريعة في الجمع الاستهلاك، وأما الخل والزيت فهو وإن تشربه فليس بمستهلك فيه؛ إذ لو كان كذلك لم يبق لونه ولا طعمه، وإنما المراعى في الجمع بين الشيئين هو أن يؤكل هذا بهذا على طريق الائتدام به، سواء كان مائعا أو غيره كالعسل والسمن الذائب.