كذا في النسخ الصحيحة اعتكف أي: انتصب قائما للأذان كأنه من ملازمة مراقبة الفجر. وفي رواية: أذن بدل اعتكف. وهي ظاهرة، وفي أخرى: (كان إذا اعتكف أذن المؤذن للصبح). وهي إخبار عن [ ص: 360 ] حاله في اعتكافه فيه، فتؤول على تقدير صحتها بالانتظار، وليؤذن في أوله، والعكوف: الإقامة، فإذا طلع الفجر أذن، فحينئذ كان - صلى الله عليه وسلم - يركع الفجر، ويشهد لهذا رواية الجماعة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الآتية قريبا، كان إذا سكت المؤذن صلى ركعتين خفيفتين؛ فدل أن ركوعه كان متصلا بأذانه، ولا يجوز أن يكون ركوعه إلا بعد الفجر؛ فلذلك كان الأذان بعد الفجر.
وعلى هذا المعنى حمله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وترجم عليه، وأردفه بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح؛ ليدل أن هذا النداء كان بعد الفجر، فمن أنكر هذا لزمه أن يقول: إن صلاة الصبح لم يكن يؤذن لها بعد الفجر، وهذا غير سائغ من القول.