ومعنى ترك سقي العرنيين هو كمعنى ترك حسمهم ، ويحتمل كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب أن يكون تركه عقوبة لهم لما جازوا سقي رسول الله لهم اللبن حتى انتعشوا بالارتداد والحرابة والقتل ، فأراد أن يعاقبهم على كفر السقي بالإعطاش فكانت العقوبة مطابقة للذنب . وفيه وجه آخر قريب من هذا ، روى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن معاوية بن صالح ويحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب - وذكر هذا الحديث - : فعمدوا إلى الراعي - غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوه واستاقوا اللقاح ، فزعم أنه - عليه السلام - قال :" nindex.php?page=hadith&LINKID=670229عطش الله من عطش آل محمد الليلة " .
فكان ترك سقيهم إجابة لدعوته - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 137 ] فإن قلت : قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في هذا الحديث : فذهبوا بإبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ، وفي ( أول ) كتاب المحاربين : بإبل الصدقة . فما وجه ذلك ؟
قيل : وجهه أنه كانت له إبل من نصيبه من المغنم ، فكان يشرب لبنها ، وكانت ترعى مع إبل الصدقة ، فأخبر مرة عن إبله ومرة عن إبل الصدقة ، فإنها كانت لا تخفى لكثرتها من أجل رعيها معها ومشاركتها لها في السرح والمرتع .
ويحتمل وجها ثانيا : أنها إبل الصدقة ، وأضيفت إليه ؛ لأنه مصرفها والغنم شأنها فنسبت إليه لذلك لا لأنها ملك له .
فصل :
قوله : ( فما ترجل النهار حتى جيء بهم ) . أي : ارتفع .
وقوله : ( فأمر بمسامير فأحميت ) . هو صحيح ؛ لأن أحميت الحديد رباعي ، وسمر وسمل واحد .
وقوله : ( حتى إذا برئوا ) هو بفتح الراء ، كذا هو في الأصول مضبوط ، وقال ابن التين : من قرأه بالكسر على وزن علموا .
قال الجوهري : برئت من الذنوب والعيوب براءة ، وبرئت من المرض برءا بالضم ، وأهل الحجاز يقولون : برأت من المرض برءا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : برأت من المرض وبرئت أيضا .