وقد سلف في اللباس ، وذكر هنا ؛ لنعرفك أن التغريب واجب على الزاني ؛ لأنه - عليه السلام - لما نفى من أتى من المعاصي ما لا حد فيه ، فنفي من أتى ما فيه الحد أوجب في النظر ، لو لم يكن في نفي الزاني سنة ثابتة لتبين خطأ nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة في القياس ، وذكر في الإشخاص والملازمة ، والأحكام في مثل هذه الترجمة حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - في تحريق بيوت المتخلفين عن الصلاة معه .
ولعنة الشارع ما ذكره هنا ، وأمره بإخراجهم يدل على أنه ينفى كل من خشيت منه فتنة على الناس في دين أو دنيا ، وهذا الحديث أصل لذلك .
فصل :
المخنث بكسر النون وفتحها مأخوذ من خنثت الشيء ، فتخنث ، أي : عطفته فتعطف ، وهو المشبه في كلامه بالنساء تكسرا وتعطفا .
[ ص: 239 ] والمترجلات : المتشبهات بالرجال في كلامهم وهيئتهم . والمخنث إذا كان يؤتى يرجم مع الفاعل أحصنا أو لم يحصنا عند nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) : إن كان غير محصن فعليه الجلد . وكذا عند nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك إن كانا كافرين أو عبدين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب في العبدين : يحدان حد الزنا خمسين خمسين ، وفي الكافرين يؤدبان ويرفعان إلى أهل دينهما ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13270ابن شعبان . زاد : ومن الناس من يرقى بالمرجوم على رأس جبل ثم يرميه منكوسا ثم يتبعه بالحجارة ، وهو نوع من الرجم وفعله جائز . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : لا حد فيه إنما فيه التعزير . وهذا الفعل ليس عندهم بزنا ، ورأيت عندهم أن محل ذلك ما إذا لم يتكرر ، فإن تكرر قتل ، وحديث :" nindex.php?page=hadith&LINKID=679065ارجموا الفاعل والمفعول به " متكلم فيه ، وإن كان لم يشترط فيه إحصانهم وليس على شرطه . وقال بعض أهل الظاهر : لا شيء على من فعل هذا الصنيع ، وهو من عجيب العجاب ، ولما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في " معالمه " قال : إنه أبعد الأقاويل من الصواب وأدعاها إلى إغراء الفجار به وتهوين ذلك في أعينهم ، وهو قول مرغوب عنه .
يعود على ما استنبطناه من النفي للمخنث : ذكر الهروي أن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال للحجاج : يا ابن المتمنية ، أراد أمه وهي فريعة بنت الهمام ، وكانت تحت nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، وهي القائلة فيما قيل :
ألا سبيل إلى خمر فأشربها . . ألا سبيل إلى نصر بن حجاج
وكان نصر رجلا من بني سليم رائع الجمال تفتن به النساء ، فمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بهذه المرأة وهي تنشد هذا البيت فدعا بنصر فسيره إلى البصرة .