قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله:
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
ويذكر عن الحسن ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق. وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقوله تعالى: ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .
حدثنا محمد بن عرعرة، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن زبيد قال: سألت nindex.php?page=showalam&ids=16115أبا وائل
الأول: في تخريج هذه الآثار التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقة.
أما أثر إبراهيم فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15113أبو القاسم اللكائي في "سننه" بإسناد جيد عن القاسم بن جعفر. (أنا) محمد بن أحمد بن حماد، ثنا العباس بن عبد الله، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14906محمد بن يوسف، عن سفيان، عن أبي حيان، عن إبراهيم به.
وأما أثر nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة فأخرجه (...). وأما أثر الحسن فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد: سمعت الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن، وكان يقول: من لم يخف النفاق فهو منافق.
قال: وحدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16862مؤمل بن إسماعيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن الحسن: والله ما أصبح ولا أمسى مؤمن إلا وهو يخاف النفاق على نفسه.
وثنا nindex.php?page=showalam&ids=16300عبد الأعلى بن حماد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15684حبيب بن الشهيد أن الحسن كان يقول: إن القوم لما رأوا هذا النفاق يغول الإيمان لم يكن لهم هم غير النفاق.
[ ص: 157 ] وحدثنا هشام بن عمار، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى، عن أبي الأشهب، عن الحسن: لما ذكر أن النفاق يغول الإيمان لم يكن شيء أخوف عندهم منه.
وثنا هشام، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى، ثنا محمد بن سليمان قال: سأل أبان الحسن فقال: تخاف النفاق؟ (قال): وما يؤمنني وقد خافه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب.
وثنا nindex.php?page=showalam&ids=16130 (شيبان، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11825أبو الأشهب)، عن طريف قال: قلت للحسن: إن ناسا يزعمون ألا نفاق أو لا يخافون (النفاق) شك nindex.php?page=showalam&ids=11825أبو الأشهب فقال: والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من طلاع الأرض ذهبا.
الوجه الثاني:
الحديث الأول أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا كما ترى، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هنا أيضا عن محمد بن بكار وعون بن سلام قالا: ثنا محمد بن طلحة، وثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى، (ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر )، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وثنا ابن المثنى، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، كلهم عن زبيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل.
[ ص: 158 ] والحديث الثاني أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة كما سقناه وفي الصوم عن أبي موسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=15792خالد بن الحارث، وفي الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن المفضل ثلاثتهم عن حميد به.
الوجه الثالث: في التعريف برواتهما:
وقد سلف منهم التعريف nindex.php?page=showalam&ids=10بعبد الله، وهو ابن مسعود، وعبادة nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة وإسماعيل بن جعفر nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16115أبو وائل الراوي عن عبد الله فهو nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق بن سلمة الأسدي، أسد خزيمة، كوفي تابعي، أدرك زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، قال: أدركت سبع سنين من سني الجاهلية.
وقال: كنت قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن عشر سنين أرعى إبلا لأهلي.
وسمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعليا nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=56وعمارا وغيرهم من الصحابة والتابعين، وعنه خلق من التابعين وغيرهم.
وأجمعوا على جلالته وصلاحه وورعه وتوثيقه، وهو من أجل أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وكان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يثني عليه، مات سنة اثنتين وثمانين على المحفوظ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبو نعيم: في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز. وفي "الكمال" أنه توفي سنة سبع وتسعين -وعلى سبع علامة إصلاح- وقال النووي في (شرحه) في القطعة التي (له) على هذا الكتاب: مات سنة مائة.
[ ص: 159 ] وقيل: سنة تسع وتسعين، وهو ماش على قول الواقدي وأبي نعيم السالفين، فإن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز مات سنة إحدى ومائة في رجب.
وقيل: سنة اثنتين ومائة، وكانت خلافته سنتين ونصفا. وقيل: سنتين وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما.
وأما زبيد الراوي عنه فهو -بزاي مضمومة ثم باء موحدة ثم مثناة تحت- بن الحارث بن عبد الكريم أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله اليامي بمثناة تحت، جد القبيلة، بطن من همدان- ويقال: الأيامي الكوفي، روى عن أبي وائل وجمع من التابعين، وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وغيره من التابعين، وجلالته متفق عليها، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
فائدة:
في الصحيحين زبيد بضم الزاي ثم موحدة إلا هذا، كما سلف التنبيه عليه في الفصول السالفة.
وأما زبيد بن الصلت: فليس له ذكر فيهما، ذاك في "الموطأ".
وأما محمد (خ. م. د) بن عرعرة الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فهو بفتح العينين المهملتين، وبالراء المكررة الأولى ساكنة، وهو أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الله محمد بن عرعرة بن البرند -بموحدة ثم راء مكسورتين، ويقال بفتحهما، والأول أصح وأشهر، ثم نون ثم دال مهملة- [ ص: 160 ] (ابن النعمان) القرشي السامي -بالسين المهملة- (ولد) سامة بن لؤي بن غالب البصري، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن خمس وسبعين سنة.
قال شيخنا قطب الدين في "شرحه": انفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قلت: لا، فقد روى له معه، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود . كما نبه عليه الحافظ جمال الدين المزي في "تهذيبه".
وأما حميد الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فهو أبو عبيدة حميد بن أبي حميد تير -ويقال: تيرويه، بكسر المثناة فوق. ويقال: غير ذلك- الخزاعي البصري مولى طلحة الطلحات، سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا وغيره من التابعين، وعنه يحيى الأنصاري وغيره من الأعلام.
وحميد هذا هو الطويل (تمييزا له)، قيل: كان قصيرا طويل اليدين، فقيل له ذلك. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: لم يكن بذاك الطويل لكن كان في جيرانه رجل يقال له: حميد القصير. فقيل: nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل تمييزا له.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة عن خمس وسبعين سنة.
وقيل: سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربعين.
[ ص: 161 ] فصل:
وقع في أوائل الباب ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي وعبد الله بن أبي مليكة والحسن. أما إبراهيم فهو ابن يزيد بن شريك التيمي -تيم الرباب- الكوفي أبو أسماء. روى عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وغيره، قتله nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف، وقيل: مات في سجنه لما طلب الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي فوقع الرسول به فأخذه وحبسه، فقيل له: ليس إياك أراد، فقال: أكره أن أدفع عن نفسي، وأكون سببا لحبس رجل مسلم بريء الساحة فصبر في السجن حتى مات.
وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين، وقال أبو زرعة : ثقة مرجئ قتله الحجاج.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم: صالح الحديث، ومن غرائبه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عنه: إني لأمكث ثلاثين يوما لا آكل. مات سنة اثنتين وتسعين ولم يبلغ أربعين سنة.
فائدة:
تيم الرباب: بكسر الراء، قال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي: وهو تيم بن عبد مناة بن ود بن طابخة، وقال معمر بن المثنى: هو ثور وعدي وعكل ومزينة بنو عبد مناة وضبة بن ود، قيل: سموا به، لأنهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي: هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره: سموا به; لأنهم ترببوا، أي: تحالفوا على بني سعد بن زيد مناة.
[ ص: 162 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة فهو عبد الله بن (عبيد الله) بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان بن (عمر) بن كعب بن تيم بن مرة القرشي، كان قاضيا nindex.php?page=showalam&ids=14لابن الزبير ومؤذنا. جلالته متفق عليها. سمع العبادلة، ومات سنة سبع عشرة ومائة. وأما الحسن فهو البصري، وقد تقدم حاله.
الوجه الرابع:
فيما فيه من المبهمات: الرجلان المذكوران في قوله: (فتلاحى رجلان). مكثت مدة فلم أعثر على من سماهما إلى أن رأيت nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية في كتابه "العلم المشهور". قال: هما nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد.
قلت: وحديثهما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الخصومات وغيره كما ستعلمه.
الوجه الخامس: في ألفاظه ومعانيه:
معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي أنه خشي أن يكون قصر في العمل، وكذا ينبغي أن تغلب الخشية المؤمن، كما قال الحسن: ما خافه إلا مؤمن.
وقد ذم الله تعالى من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وقصر في عمله. فقال: لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن [ ص: 163 ] تقولوا ما لا تفعلون [الصف:2 - 3]. وهذا على المختار في ضبط قوله: (مكذبا) أنه بكسر الذال، وقد ضبط بفتحها. ومعناه: خشيت أن يكذبني من رأى عملي مخالفا قولي ويقول: لو كنت صادقا ما فعلت هذا الفعل.
ومعنى قول nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن الصحابة: (أنهم) خافوا أن يكونوا في جملة من داهن ونافق. قال ابن بطال: وإنما خافوا; لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه ولم يقدروا على إنكاره، فخافوا أن يكونوا داهنوا أو نافقوا.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة [المؤمنون: 60] فقال: "هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويفرقون أن لا تقبل منهم".
وقال بعض السلف في قوله تعالى: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون [الزمر: 47] أعمال كانوا يحسبونها (حسنات) بدلت سيئات وقوله: (ما منهم من يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل) هو على ما تقدم أن الإيمان يزيد وينقص، (فإن) إيمان جبريل وميكائيل أكمل من إيمان آحاد الناس خلافا للمرجئة.
وقوله: ("وقتاله كفر") لا بد من تأويله فإن قتاله بغير حق لا يخرجه عن الملة عند أهل الحق ولا يكفر به، وفيه أقوال:
أصحها: أن المراد به (كفران) الحقوق، فإن للمسلم حقوقا على أخيه كما تظاهرت به الأحاديث الصحيحة منها: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" الحديث. فإذا قاتله فقد كفر تلك الحقوق.
ثانيها: أن المراد به: من استحله (من غير) موجب ولا تأويل.
أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وهو محتمل على بعد، والأصح الأول وبه يحصل الزجر عن انتهاك حرمات المسلمين فهو أكثر فائدة.
ثالثها: أنه شابه فعل الكفار.
رابعها: أن المراد بالمقاتلة: المشادة والتناول باليد والتطاول عليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: العرب تسمي المشادة: المقاتلة. كما قال - صلى الله عليه وسلم - في المار [ ص: 165 ] بين يدي المصلي: "فليقاتله" أي: فليدفعه بالقوة ولم يرد قتله.
وقد سلف أيضا باب: كفر دون كفر وذكر كفران العشير، ثم هذا كله فيمق لا تأويل (له) (أما) المتأول فلا يكفر ولا يفسق كالبغاة والخارجين على الإمام بتأويل وغيرهم، وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فلم ينكر عليه - صلى الله عليه وسلم - لما كان فعل nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب يشبه فعل المنافقين، وكما قال معاذ للمنصرف من الصلاة: نافقت. وأشباه ذلك.
والمرجئة -بضم الميم، وجيم ثم همزة- مشتقة من الإرجاء، وهو التأخير، ومنه قوله تعالى: أرجه وأخاه [الأعراف: 111] أي: أخره، والمرجئ من أخر العمل عن الإيمان، وقيل: من الرجاء: لأنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقيل: من الإرجاء، بمعنى: تأخير حكم الكبيرة، فلا يقضى بها بحكم في الدنيا، وهم أضداد الخوارج والمعتزلة.
[ ص: 166 ] فالخوارج تكفر بالذنب، والمعتزلة يفسقون به وكلهم يوجب الخلود في النار. والمرجئة تقول: لا يضر الذنب مع الإيمان، وغلاتهم تقول: يكفي التصديق بالقلب وحده ولا يضر عدم غيره.
ومنهم من يقول: لا بد مع ذلك من الإقرار باللسان حكاه القاضي، ومنهم من وافق القدرية كالخالدي، ومنهم من لم يوافقهم وهم خمس فرق كفر بعضهم (بعضا)، وهؤلاء هم مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الرد عليهم.
وقوله: (فتلاحى رجلان). أي: تخاصما وتنازعا. والملاحاة: المخاصمة والمنازعة والسباب، والاسم اللحاء مكسور ممدود. وجاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=659004 "يحتقان معهما الشيطان فنسيتها" أي: يطلب كل منهما حقه ويدعي أنه محق في دعواه.
ومعنى "رفعت": رفع بيانها، وإلا فهي باقية إلى يوم القيامة بدليل قوله: "التمسوها".
وقوله: ("التمسوها في السبع والتسع") كذا هو في أكثر النسخ بتقديم السبع على التسع وفي بعضها تقديم التسع.
[ ص: 167 ] الوجه السادس: في أحكامه:
الأول: مقصود nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الباب الرد على المرجئة في قولهم الباطل: إن الله تعالى لا يعذب على شيء من المعاصي من قال: لا إله إلا الله، ولا يحبط شيء من أعمالهم بشيء من الذنوب، وإن إيمان العاصي والمطيع سواء.
فذكر في صدر الباب أقوال أئمة التابعين وما نقلوه عن الصحابة، وهو كالمشير إلى أنه لا خلاف بينهم في هذا، وأنهم مع اجتهادهم وفضلهم المعروف خافوا أن لا ينجوا من العذاب، وبهذا المعنى استدل nindex.php?page=showalam&ids=16115أبو وائل لما سأله عن المرجئة: أمصيبون أم مخطئون في قولهم: إن سباب المسلم وقتاله وغير ذلك لا يضر إيمانهم؟ فروى حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=650046 "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" وأراد nindex.php?page=showalam&ids=16115أبو وائل الإنكار عليهم وإبطال قولهم المخالف لصريح الحديث.
الثاني: أدخل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديث عبادة في هذا الباب-والله أعلم-; لأن رفع ليلة القدر كان بسبب تلاحيهما ورفعهما الصوت بحضرة الشارع، ففيه ذم الملاحاة ونقص صاحبها.
الثالث: حرمة سب المسلم، وهو حرام بغير حق بالإجماع وفاعله فاسق.
الرابع: ذم المخاصمة والمنازعة وأنها سبب العقوبة للعامة بذنب الخاصة، فإن الأمة حرمت إعلام هذه الليلة بسبب التلاحي بحضرته الشريفة. لكن في قوله: "وعسى أن يكون خيرا" بعض التأنيس لهم.
[ ص: 168 ] الخامس: اختلفت الأحاديث في سبب النسيان، ففي حديث عبادة هذا أن سببه التلاحي، وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=659004 "فجاء رجلان يحتقان". كما سلف، فيحتمل أن السبب المجموع. وسيأتي الكلام في ليلة القدر في كتاب: الاعتكاف، حيث ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إن شاء الله.