ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" nindex.php?page=hadith&LINKID=656403من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما " . هذا الحديث سلف في أثناء الجزية والموادعة . وتكلمنا على إسناده ، وفيه دليل على أن المسلم إذا قتل الذمي لا يقتل به ؛ لأن الشارع إنما ذكر الوعيد للمسلم وعظم الإثم في الآخرة ، ولم يذكر بينهما قصاصا في الدنيا .
ومعنى " لم يرح " معناه على الوعيد وليس على الجبر والإلزام ، وإنما هذا لمن أراد الله تعالى إنفاذ الوعيد عليه . وزعم nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد أنه يقال : يرح ويرح أي بالضم من أرحت .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : أرحت الرائحة أروحها ورحتها إذا وجدتها .
وعند الهروي روي بثلاثة أوجه : يرح يرح يرح يقال : رحت الشيء أراحه وروحته أريحه وأرحته الريحة إذا وجدت ريحه .
وقال ابن التين : روينا يرح بفتح الياء والراء .
وقال الجوهري : راح الشيء يراحه ويريحه ، أي : وجدت ريحه ،
[ ص: 491 ] قال : ومنه هذا الحديث ، جعله nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد من ( رحت ) الشيء أراحه ، وكان أبو عمرو يقول :" لم يرح " من راح الشيء يريحه ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي يقول :" لم يرح " يجعله من أرحت الشيء فأنا أريحه ، قال : والمعنى واحد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : لا أدري هو من رحت أو أرحت .
ووجه الجمع أنه يحتمل أن يكون الأول أقصى أشد العمر في قول أكثر أهل العلم إذا ابن آدم زاد عمله واستحكمت بصيرته في الخشوع فيه ، والتذلل والندم على ما سلف له ، فكأنه وجد ريحها الذي يبعثه على الطاعة ، وتمكن من قلبه الأفعال الموصلة إلى الجنة ، فهذا وجد
[ ص: 492 ] ريحها على مسيرة أربعين عاما .
فأما الثانية : فإنها آخر المعترك وهي أعلى منزلة من الأربعين في الاستبصار يعرض للمرء عندها من الخشية والندم لاقتراب أجله ما لم يعرض له قبل ذلك ، وتزداد طاعته بالتوفيق ، فيجد ريحها على هذا النحو .
وأما الثالثة : فهي فترة ما بين نبي ونبي ، فيكون من جاء في آخر الفترة واهتدى باتباع النبي الذي كان قبلها ولم يضره طولها ، فوجد ريحها على ذلك . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، وقد أسلفناه أيضا في أثناء الجزية والموادعة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : يحتمل هذا الحديث ألا يجد ريحها في الموقف ، أي في بعض الأوقات ، ويحتمل أن يكون هذا جزاء إن جوزي ، وأن يكون في رجل بعينه ، ويكون من المعاريض لقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية [ النساء : 48 ] .