الوباء يمد ويقصر ، وجمع المقصور : أوباء ، وجمع الممدود : أوبئة ، والفرار من الطاعون غير جائز ولا يتحيل في الخروج في تجارة أو زيارة أو شبههما ناويا بذلك الفرار منه ، ويبين هذا المعنى [ ص: 91 ] قوله - عليه السلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=650001إنما الأعمال بالنيات " والمعنى في النهي عن الفرار منه كأنه يفر من قدر الله وقضائه ، وهذا لا سبيل إليه لأحد ؛ لأن قدره لا يغلب .
وقد سلف الكلام في معنى هذا الحديث في كتاب : المرضى والطب ، في باب : من خرج من أرض لا تلائمه .
فصل :
فيه قبول خبر الواحد ، وقوله : (" لا تقدموا عليه " ) . يريد أن مقامكم بالموضع الذي لا وباء فيه أسكن لنفوسكم وأطيب لعيشتكم .
وفيه : أنه قد يوجد عند بعض العلماء ما ليس عند أكثر منه في العلم ، قيل : وفيه دليل على صحة قول ابن الطيب : أن الصحابة أجمعوا على تقدمة خبر الواحد على قياس الأصول ، وفساد قول من قدم قياس الأصول على الخبر ؛ لرجوع جميعهم إلى خبر عبد الرحمن .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أنه كان يبعث بنيه إلى الأعراب من الطاعون ، وروي نحوه عن عمرو بن الأشعث ، وأبي الأسود بن هلال nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق ، وروي أن أبا عبيدة استقبل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنهما - فقال : جئت بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدخلهم أرضا فيها الطاعون الذين هم أئمة يقتدى بهم ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - : يا أبا عبيدة ، شككت ؟ فقال : أشكا ؟ فقال أبو عبيدة : كأن يعقوب إذ قال لبنيه : لا تدخلوا من باب واحد [يوسف : 67 ] . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : والله لأدخلنها . فقال أبو عبيدة : والله لا تدخلها . فرده .