الحلم بضم الحاء واللام ، قال ابن التين : كذا قرأناه .
وفي ضبط "الصحاح" بسكون اللام وهو ما يراه النائم ، وقال بعض العلماء : هو الأمر الفظيع زاد في الباب بعده : "فإذا حلم أحدكم فليستعذ منه " . وفي باب : الحلم من الشيطان (بعد ذلك ) : "فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فإنه لن يضره " .
[ ص: 128 ] وحلم بفتح الحاء واللام كضرب يقول : حلمت بكذا ، وحلمته . قال ابن السيد في "مثلثه " : ويجمع أحلاما لا غير .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الحلم والحلم : الرؤيا ، وقد حلم في نومه يحلم حلما واحتلم وانحلم ، وتحلم الحلم : استعمله ، وحلم به وعنه ، وتحلم عنه : رأى له رؤيا أو رآه في النوم ، وهو الحلم والاحتلام ، والاسم الحلم .
وقال ابن خالويه : وقولهم أحلام نائم هي ثياب غلاظ . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الحالم : النائم يرى في منامه شيئا ، فإذا لم ير شيئا فليس بحالم قال : والعامة تقول : حلمت في النوم . وهي لغة لقيس على ما ذكره أبو زيد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحلم بالضم ليس بمصدر وإنما هو اسم .
وحكى ابن التياني في "الموعب" عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : في المصدر حلما وحلما مثل فرط وطيب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14409الزبيدي في "نوادره " : يقال : قد حلم الرجل في نومه ، فهو يحلم حلما بالضم ، وبعض العرب تخفف فتقول حلما وهم تميم ، والحلم بالكسر : الأناة ، يقال منه : حلم بضم اللام .
فصل :
فإن قلت : ما معنى الحديث وقد تقرر أنه لا خالق للخير والشر إلا الله ، وأن كل شيء بقدره وخلقه ، فالجواب : أنه - عليه السلام - سمى رؤيا من خلص من الأضغاث وكان صادقا تأويله موافقا لما في اللوح المحفوظ فحسنت إضافته إلى الله ، وسمى الرؤيا الكاذبة التي هي من [ ص: 129 ] خبر الأضغاث حلما وأضافها إلى الشيطان ، إذ كانت مخلوقة على شاكلته وطبعه ؛ ليعلم الناس مكائده فلا يحزنون لها ولا يتعذبون بها ، وإنما سميت ضغثا ؛ لأن فيها أشياء متضادة ، والدليل على أنه لا يضاف إلى الله إلا الشيء الطيب الطاهر قوله تعالى : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [الحجر : 42 ] أي : أوليائي ، فأضافهم إلى نفسه ؛ لأنهم أولياؤه ، ومعلوم أن غير أوليائه عباد الله أيضا . وقال تعالى : فإذا سويته ونفخت فيه من روحي [الحجر : 29 ] ، وطهر بيتي للطائفين [الحج : 26 ] ، وقال تعالى : والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت [البقرة : 257 ] فأضافهم إلى ما هم أهله ، وإن كان الكل خلقه وعبيده ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها [هود : 56 ] وإن كان المحزن من الأحلام مضافا إلى الشيطان في الأغلب ، وقد يكون المحزن في النادر من الله ، لكن الحكمة بالغة وهو أن ينذر بوقوع المحزن من الأحلام بالصبر ، لوقوع ذلك الشيء ، لئلا يقع على غرة فيقتل ، فإذا وقع على مقدمة وتوطين نفس كان أقوى للنفس وأبعد لها من أذى البغتة ، وقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=653049فإنها لا تضره " يعني (بها ) ما كان من قبل الشيطان جعل الله سبحانه الاستعاذة منها ما يدفع به أذاها ، ألا ترى قول أبي ( قتادة ) كما يأتي : إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل ، فلما سمعت بهذا الحديث كنت لا أعدها شيئا . وروىnindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا في هذا الحديث : "فمن رأى منكم ما يكره فليقم ويصل" وقد أسلفنا ذلك في الباب قبله وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم