أسلفنا في الباب قبله أن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رواه أيضا ، وقد سلف تفسير لهم البشرى أيضا فيه من حديث عبادة nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وقال : روي مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعروة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
والمراد بقوله : " إلا المبشرات " يعني بعده ، وكذا روي مفسرا : "ليس يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات " ، يريد أن الوحي ينقطع بموته فلا يبقى ما يعلم أنه سيكون إلا الرؤيا الصالحة ، قيل : ومنه قوله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا [الشورى : 51 ] . قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : (وحديث ) الباب خرج لفظه على العموم ، ومعناه على الخصوص ، وذلك أن المبشرات هي الرؤيا الصادقة من الله التي تسر رائيها ، وقد تكون صادقة منذرة من قبل الله لا تسر رائيها (يرويه ) الله للمؤمن رفقا به ورحمة له ؛ ليستعد لنزول البلاء قبل بلوغه ، [ ص: 148 ] فقوله : "لم يبق بعدي من المبشرات " خرج على الأغلب من حال الرؤية ، وقال محمد بن واسع : الرؤيا بشرى للمؤمن ولا تضره .
فإن قلت : قد يرى الرؤيا الحسنة أحيانا ولا يجد لها حقيقة في اليقظة .
فالجواب : أن الرؤيا مختلفة الأسباب ، فمنها من وسوسة وتحزين للمسلم ، ومنها من حديث النفس في اليقظة فيراه في نومه ، ومنها ما هو وحي من الله ، فما كان من حديث النفس ووسوسة الشيطان فإنه الذي يكذب ، وما كان من قبل الله فإنه لا يكذب ، وبنحو هذا ورد الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - في تقسيم الرؤيا أنها ثلاث : بشرى ، وحديث النفس ، وتحزين من الشيطان .