رؤيا يوسف - عليه السلام - حق ووحي من الله كرؤيا سائر الأنبياء ، ألا ترى قول يوسف لأبيه يعقوب - عليهما السلام - : يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا والأحد عشر كوكبا إخوته أنبياء يستضاء بهم كما يستضاء بالكواكب ، والقمر أبوه والشمس أمه . قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك ، ونقله ابن التين عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أيضا ، ثم قال : وقال غيرهما أبوه وخالته . ونقل nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وأخبر الله تعالى عن الكواكب والشمس والقمر كما يخبر عمن يعقل رأيتهم لي ساجدين إذ تفسيرها فيمن يعقل .
وروي عن سليمان قال : كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنة . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد بن الهادي قال : وذلك منتهى الرؤيا وقيل : بعد ثمانين .
وقوله : ويعلمك من تأويل الأحاديث . قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : تأويل الرؤيا . وقال غيره : أي أخبار الأمم ، ثم قال : ويتم نعمته عليك فأخبر أنه [ ص: 150 ] يكون نبيا بقوله : كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق . والبدو : أصحاب العمود والخيمة والخباء . قال الحسن : كان بين مفارقة يوسف أباه واجتماعهما ثمانون سنة لا يهدأ فيها ساعة من البكاء . وليس حينئذ أحد أكرم على الله من يعقوب - عليه السلام - . وألقي في الجب وهو ابن السبع عشرة سنة ، وعاش بعد إلقائه ثلاثا وعشرين سنة ، ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة .
وقوله : وعلمتني من تأويل الأحاديث يجوز أن تكون (من ) هنا للتبعيض ، نظيره : وتله للجبين [الصافات : 153 ] يريد وضع بعض وجهه وهو الجبين ؛ لأنه من الوجه ، وعبارة "الصحاح " ، أي : مرغه كما تقول كبه لوجهه .