7009 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15998سعيد بن عفير ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=131أبو أمامة بن سهل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=656492سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي ، وعليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعليه قميص يجتره " . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : "الدين " . [انظر : 23 - مسلم : 2390 - فتح: 12 \ 395 ]
وأصل عبارته للقميص بالعلم في قوله تعالى : وثيابك فطهر [المدثر : 4 ] يريد صلاح العمل وتطهير الأحوال التي كانت أهل الجاهلية تستبيحها ، هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والعرب تقول : فلان نقي الثوب إذا كان صالحا في دينه . وفيه دليل على أن الرؤيا لا تخرج كلها على نص ما رئيت عليه ، وإنما تخرج على ضرب الأمثال ، فضرب المثل على الدين بالقميص ، وعلى الإيمان والعلم باللبن من أجل اشتراك ذلك في المعاني ، وذلك أن القميص يستر العورات كما يستر الدين سيئ الأعمال التي كان الناس في حال الكفر يأتونها ، وفي حال الجهل يقترفونها ، وقد سلف أن اللبن حياة الأجسام كما أن بالعلم حياة القلوب .
هذا وجه اشتباه المعاني في هذه الأمثال التي لها ضربت ؛ لأن المثل يقتضي المماثلة ، فإذا كان مثل لا يماثله فيه لم يصح التعبير ، فإن قلت : إذا كان التعبير يقتضي المماثلة فما وجه كون جر القميص في النوم حسنا وجره في (اليقظة ) منهيا عنه وهو من الخيلاء ؟
[ ص: 185 ] فالجواب : أن القميص في الدنيا ستر وزينة كما سماه الله ، وهو في الآخرة لباس التقوى ، فلما كان في الدنيا حرم منها ما كان مخرجا إلى الخيلاء والكبرياء التي لا يجمل لمخلوق مربوب ضعيف لاضطراره إلى مدبر يدبره ورازق يرزقه ودافع يدفع عنه ما لا امتناع له منه ، ويحميه من الآفات . فوجب أن تكون تلك الزينة في الدنيا معروفة بدليل الذلة وعلامة العبودية . هذا معنى وجوب تقصيرها في الدنيا ، ولما خلصت في الآخرة من أن يقترن بها كبر أو يخطر منه خاطر على قلب بشر جعلت لباس التقوى كما سماها الله ، فحسن فيها الكمال والجر ؛ ولفضولها على الأرض ، ودل ذلك الفضل المجرور على بقايا من العلم والدين الذي يخلد بعده ، فيكون أثرا باقيا خلفه ، ولم يكن سبيل إلى أن يكون فيه من معنى الكبر شيء في ذلك الموطن ، وليس هذا بما يحمل على أحوال الرائين ، وإنما هو أبدا محمول على جوهر الشيء المرئي ، فجوهر القميص في الدنيا بقرينة الجر له كبر وتعاظم ، وجوهره في الآخرة بالعلم ، والدين ، وليس في الآخرة فيه تحليل ولا تحريم ، وإنما يحمل الشيء على حال الرائي له إذا تنوع جوهر الشيء المرئي به أو فيه أو عليه في التفسير ، وأكثر ما يكون ذلك في الدنيا لاختلاف أحوال أهلها ، وقد يكون في الآخرة شيء من ذلك ، وليس هذا منه ، ولا يجوز أن ينقل جوهر شيء من الثياب ونحوها عما وضعت له في أجل العلم إلا بدليل ناقل لجوهر ذلك الشيء ، كمن رأى أحدا من الأموات في نومه وعليه ثياب يجرها من نار أو متقدة بنار ، فيعبرها : أنه كافر كان يلبس في الدنيا ثياب الكبر والتبختر يجرها خيلاء فعوقب في (النار ) بصنعه ذلك في الدنيا أو يرى عليه ثياب من قطران كما [ ص: 186 ] قال تعالى فيها ، فحينئذ تكون الثياب في الآخرة دليلا على العذاب ، فما كان عليه في الدنيا ولا تكون حينئذ لباس زينة ولا لباس تقوى ، هذا مما يحمل في الآخرة على أحوال صاحب الرؤيا .
فصل :
قوله : (" فمنها ما يبلغ الثدي " ) . ظاهره إطلاق الثدي على الرجل وقد سلف ما فيه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : الثدي للمرأة والجمع الثدى ، يذكر ويؤنث وثندؤة الرجل كثدي المرأة وهو مهموز إذا ضم أوله ، فإن فتح لم يهمز . ويقال : هو طرف الثدي . وفي "الصحاح " : الثدي للرجل والمرأة ، والجمع : ثدي ، أصله فعول . فلما اجتمعا حرفا علة ، وسبق الأول بالسكون قلبت ياء وأدغمت في الياء التي بعدها وكسرت الدال ؛ لأجل الياء التي بعدها ، ويجمع أيضا ثدي بكسر الثاء لما بعدها من الكسرة .