ثم ساقه أطول منه ، وقد سلف في النكاح ، وهذه الرؤيا يحتمل أن تكون قبل النبوة في وقت يجوز عليه رؤيا سائر البشر ، فلما أوحى إليه خلص رؤياه من الأضغاث ، وحرسه في النوم كما حرسه في اليقظة ، وجعل رؤياه وحيا . قاله nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال أولا . ثم قال : ويحتمل أن تكون بعده ، وبعد العلم بأن رؤياه وحي ، فعبر عما علم بلفظ يوهم الشك ظاهره ومعناه اليقين ، وهذا موجود في لغة العرب ، أن يكون اللفظ يخالف معناه كما قال ذو الرمة :
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا هل أنت أم أم سالم
ولم يشك أن الظبية ليست بأم سالم ، وكما قال جرير :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
[ ص: 192 ] فعبر عما هو قاطع عليه وعالم به بلفظ ظاهره الشك والمسألة عما لا يقطع عليه ، فكذلك قوله : "إن كان هذا من عند الله يمضه " وقد علم أنه كان من عنده لا محالة .
فصل :
رؤية المرأة في المنام تحتمل وجوها ، منها : أن يدل على أن امرأة تكون له في اليقظة تشبه التي رأى في المنام ، كما رأيت رؤية الشارع هذه ، وقد تدل على الدنيا والمنزلة فيها ، والسعة في الرزق ، وهو أصل عند المعبرين في ذلك ، وقد تدل المرأة أيضا على فتنة بما يقترن إليها من دلائل ذلك .
فصل :
وثياب الحرير يدل اتخاذها للنساء في الرؤيا على النكاح ، وعلى الأزواج ، وعلى العز والغنى وعلى الشحم ، ولبس الذهب واللباس دال على جسم لابسه ؛ لأنه محله ، ومشتمل عليه ، ودافع عنه فهو معبر عنه ؛ لا سيما أن اللباس في غالب الناس دال على أقدارهم وأحوالهم ومذاهبهم وأجناسهم ، فيعرف كل جنس بلبسه وزيه من العرب والعجم والأغنياء والفقراء ، ولا خير في ثياب الحرير للرجال ، وهي صالحة في الجاه والسلطان وسعة المال .
فصل :
قوله : ( في سرقة ) السرقة شقة الحرير ، وقوله : ( من حرير ) . على معنى التأكيد ؛ كقوله : أساور من ذهب [الكهف : 31 ] وإن كان السوار لا يكون إلا من ذهب فإن كان من فضة . فقلب ، أو قرون أو عاج فمسكة .
[ ص: 193 ] فصل :
تزوج nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - بنت ست سنين أو سبع ، وأدخلت عليه بنت تسع بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر ، كذا ذكره الشيخ أبو محمد في "جامع مختصره " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : في سنة اثنتين ، ومكثت عنده تسعا ، وعاشت بعده ثمانية وأربعين سنة ، فإنها ماتت في رمضان سنة ثمان وخمسين .