ثم ساق فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وسلف في مناقبه ، وفي باب : صفة الجنة ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة سلف في الغيرة من كتاب النكاح ، وهناك أوضحنا الكلام عليه .
وهذه الرؤيا (بشرى nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بقصر في الجنة ، وهذه الرؤيا ) مما خرجت على حسب ما رئيت بغير رمز ولا غموض تفسير ، والجارية كذلك ، والوضوء إنما يؤخذ منه اسمه من الوضاءة ؛ لأنه ليس في الجنة وضوء أصلا ولا عبادة .
وفيه دليل على الحكم على كل رجل بما يعلم من خلقه ، ألا ترى أنه - عليه السلام - لم يدخل القصر (حين ) ذكر غيرة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وقد علم أنه لا يغار [ ص: 217 ] عليه ؛ لأنه أبو المؤمنين ، وكل ما نال بنو المؤمنين من خير الدنيا والآخرة فبسببه وعلى يديه ، لكن أراد - عليه السلام - أن يأتي بما يعلم أنه يوافق nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أدبا منه ، وما ذكرته من قولي : لأنه أبو المؤمنين . تابعت فيه nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب وأقره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال . واعترض بعض شيوخنا عليه بأن الله تعالى قال : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم [الأحزاب : 40 ] ، وقال - عليه السلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=671930إنما أنا لكم بمنزلة الوالد " . ولم يقل : أبا لكم ، ولم يأت ذلك في حديث صحيح ولا غيره بما يصح للدلالة . هذا كلامه ، ولا شك أنه والدنا وأعظم ، ومعنى (الآية ) : ليس أحد من رجالكم ولد -صلبه ؛ نفيا لما وقع من التبني ، وتزويجه بزوجته ، ونص الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على أنه يجوز أن يقال : أبو المؤمنين . أي : في الحرمة . وقال البغوي من أصحابنا : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا الرجال والنساء جميعا . ونقل الواحدي عن بعض أصحابنا المنع . ويرده ما ذكرناه ، وكذا قول الأستاذ أبي إسحاق : إنه لا يقال : أبونا ، وإنما يقال : هو كأبينا عملا بقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=63405إنما أنا لكم كالوالد " . وهو مردود أيضا ، فاعلم ذلك .
فصل :
قال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : من رأى أنه يدخل الجنة فإنه يدخلها إن شاء الله ؛ لأن ذلك بشارة لما قدم من خير أو يقدمه . قال الكرماني : وأما بنيانها ورياضها فهي نعيمها ، وأما نساؤها فهي أجور في أعمال البر على قدر جمالهن . قال علي بن أبي طالب : وقد ينصرف دخول الجنة في [ ص: 218 ] المنام على وجوه ؛ فيدل لمن حج على تمام حجه ووصوله إلى الكعبة المؤدية إلى الجنة وإن كان كافرا أو مذنبا بطالا ، ورأى ذلك غيره له أسلم من كفره وتاب من بطالته ، وإن كان مريضا مات من مرضه ؛ لأن الجنة هي أجر المؤمنين إن كان المريض مؤمنا ، وإن كان كافرا أفاق من علته ؛ لأن الدنيا جنة الكافرين ، وإن كان عزبا تزوج ؛ لأن الآخرة دار النكاح والأزواج ، وإن كان فقيرا استغنى ، وقد يدل دخولها على السعي إلى الجمعة والجماعة ، ودار العلم ، وحلق الذكر ، والجهاد ، والرباط ، وكل مكان يؤدي إليها .
فصل :
قال : ومن رأى أنه يتوضأ في النوم فإنه وسيلة إلى سلطان ، أو إلى عمل من الأعمال ، فمن تم له في النوم تم له ما يؤمله في اليقظة ، وإن تعذر عليه أو عجز الماء ، أو توضأ بما لا يجوز الصلاة به لم يتم له ما يحاوله ، والوضوء للخائف في اليقظة أمان له لما جاء في فضل الوضوء ، وربما دل الوضوء على الثواب وتكفير الخطايا ؛ لما جاء أنها تخرج مع آخر قطر الماء ، وربما دل الوضوء على الصوم ؛ لأن الصائم ممتنع من كثير من لذاته والمتوضئ يدانيه في ذلك .
والوضوء والصوم واللجام ورباط اليد والقيد شركاء في التأويل ويتعاقبون في التعبير .