7035 - حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15526بريد ، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى -أراه - nindex.php?page=hadith&LINKID=656514عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب ، ورأيت فيها بقرا -والله خير - فإذا هم المؤمنون يوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله من الخير وثواب الصدق الذي أتانا الله به بعد يوم بدر" . [انظر : 3622 - مسلم : 2272 - فتح: 12 \ 421 ]
هذا الحديث سلف في غزوة أحد مختصرا والسند واحد . و (وهلي ) يعني : وهمي عن صاحب "العين " وعليه اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، وقال ابن التين : هو بسكون الهاء . تقول : وهلت بالفتح أهل وهلا : إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره ، مثل : وهمت ، ووهل في بالكسر وعن الشيء يوهل وهلا بالتحريك : إذا فزع . كذا ذكر أهل اللغة : ورويناه هنا وهلي بالتحريك . ولعله يجوز على معنى مثاله مثل البحر والبحر والنهر والنهر والشعر والشعر .
[ ص: 232 ] و ( اليمامة ) - (بفتح الياء ) - بلاد كان اسمها الجو فسميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام . قال : أبصر من زرقاء اليمامة . و ( هجر ) اسم بلد مذكر مصروف . وفي المثل : كبضع تمر إلى هجر . والنسبة إليها هاجري على غير قياس . قال الجوهري : أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث . وترك الصرف إلا منى والشام والعراق وواسط ودابق وفلج وهجر فإنها تذكر وتصرف ، ويجوز أن يريد به البلدة فلا يصرف . و ( يثرب ) هي المدينة شرفها الله تعالى ، وسميت في القرآن يثرب على وجه الإخبار على تسمية المشركين لها يثرب قبل أن يسميها الله دار الإيمان .
وفي "الموطأ " : يقولون : يثرب قيل : كره أن يسميها يثرب ، وإنما ذلك على وجه العيب لمقابله . وقيل : من قال : يثرب وهو عالم كتبت عليه خطيئة . وقال ابن عزير : يثرب أرض والمدينة في ناحية منها . والذي في "الصحاح " وغيرها ما قدمناه أنها المدينة والنسبة إليها يثربي -بفتح الراء - فتحت استحسانا ؛ لتوالي الكسرات ، قاله الجوهري .
فصل :
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : هذه الرؤيا فيها نوعان من التأويل : فيها الرؤيا على حسب ما رئيت ، وهو قوله : (" أهاجر إلى أرض بها نخل " ) وكذلك هاجر ، فخرج على ما رأى ، وفيها ضرب المثل ؛ لأنه رأى بقرا تنحر ، فكانت البقر أصحابه ، فعبر - عليه السلام - عن حالة الحرب بالبقر من
[ ص: 233 ] أجل ما لها من السلاح ، والقرون شبهت بالرماح ، (و ) لما كان طبع البقر المباطحة ، والدفاع عن أنفسها بقرونها كما يفعل رجال الحرب . وشبه - عليه السلام - النحر بالقتل .
فصل :
وقوله : " والله خير " . يعني ما عند الله من ثواب القتل في سبيل الله خير للمقتول من الدنيا ، وقيل : معنى : و"الله خير " أن صنعه لهم خير لهم ؛ وهو قتلهم يوم أحد ، وقد يدل البقر على أهل البادية بعمارتهم الأرض وعيشهم من نباتها ، وقد يدل الثور على الثائر ؛ لأنه يثير الأرض عن حالها ، فكذلك الثائر أيضا يثير الناحية التي يقوم فيها ويحرك أهلها ، ويقلب أسفلها أعلاها .
قال ابن أبي طالب العابر : والبقر إذا دخلت المدينة فإن كانت سمانا فهي (سنين ) رخاء ، وإن كانت عجافا كانت شدادا ، فإن كانت المدينة مدينة بحر وإبان سفر قدمت سفن على عددها وحالها ، وإلا كانت فتن مترادفة كأنها وجوه البقر ، كما في الخبر : "يشبه بعضها بعضا " .
وفي خبر آخر في الفتن : " nindex.php?page=hadith&LINKID=856066كأنها صياصي البقر " يريد لتشابهها إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس ، وإن كانت مختلفة الألوان شنيعة القرون وكانت الناس ينفرون منها أو كان النار والدخان يخرج من أفواهها ، فإنه عسكر ، أو إغارة ، أو عدو يضرب
[ ص: 234 ] عليهم وينزل بساحتهم ، وقد تدل البقرة على الزوجة والخادم والأرض والغلة والسنة ؛ لما يكون فيها من الولد والغلة والنبات .