وقال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : هي في أصحاب محمد خاصة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا منكرا بين ظهورهم وأنذرهم بالعذاب .
وقيل : إنها تعم الظالم وغيره . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : إنها نهي بعد نهي لأمر الفتنة ، والمعنى في النهي للظالمين أن لا تقربوا الظلم .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لا أرينك ها هنا . أي : لا تكن ها هنا ، فإنه من كان ها هنا رأيته . والشيخ أبو إسحاق يذهب إلى أن معناه الخبر ، وجاز دخول النون في الخبر ؛ لأن فيه قوة الجزء . وقال علي بن سليمان : هو دعاء .
ثم ساق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب ثلاثة أحاديث :
حوضه - صلى الله عليه وسلم - معروف ، وماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، تربته المسك وجانباه قباب اللؤلؤ .
ومعنى ("أنتظر من يرد علي " ) . أي : من يحضرني ليشرب .
و ("القهقرى " ) مقصور ، قال الجوهري : القهقرى : الرجوع إلى الخلف فإذا قلت : رجعت القهقرى فكأنك قلت : رجعت الرجوع الذي يعرف بهذا الاسم ؛ لأن القهقرى ضرب من الرجوع .
وقال الأزهري : معنى الحديث الارتداد عما كانوا عليه .
[ ص: 277 ] وقوله : ("أنا فرطكم " ) هو بفتح الراء ، أي : أتقدمكم ، وهو من يتقدم الوارد ، فيهيئ لهم الإرشاء والدلاء ، وعدد الحياض ، ويسقي لهم ، وهو فعل بمعنى فاعل ، كتبع بمعنى تابع ؛ يقال : رجل فرط ، ومنه الدعاء للطفل الميت : اجعله (لنا ) فرطا . أي : أجرا يتقدمنا حتى نرد عليه .
وقوله : ("أهويت لأتناولهم " ) أي : أومأت .
وقوله : ("اختلجوا " ) . يقال : خلجه واختلجه إذا جذبه وانتزعه ،
قال صاحب "العين " : خلجت الشيء واختلجته : جذبته .
ومعنى ("لم يظمأ " ) لم يعطش ، وسحقا : بعدا .
و ("السحيق " ) البعيد ، ومنه قوله تعالى : فسحقا لأصحاب السعير [الملك : 11 ] ومعنى ذلك : الدعاء على من غير وبدل ، كقوله : أبعده الله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : وليس هذا بما يحتم به للمختلجين بدخول النار ؛ لأنه قد يحتمل أن يختلجوا وقتا فيلحقهم من هول ذلك (اليوم ) وشدته ما شاء الله ، ثم يتلاقاهم الله بما شاء من رحمته ، ولا يدل قوله : "سحقا سحقا " أنه لا يشفع لهم بعد ؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد يلقي لهم ذلك في قلبه وقتا ليعاقبهم بما شاء إلى وقت يشاء ، ثم يعطف قلبه عليهم ؛ فيشفع لهم .
[ ص: 278 ] ما عدا الشرك . وقد قال بعض السلف : فالذين يعرفهم ويحال بينه وبينهم إنهم هم المرتدون ، وقد أسلفناه عن الأزهري أيضا ، واستدل على ذلك بقوله : "يا رب أصحابي فيقال : ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى " . كما سلف في باب : الحوض ، في آخر الرقاق .
فصل :
كان سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من الفتن ومن شرها ، ويتخوف من وقوعها ؛ لأنها تذهب بالدين وتتلفه ، وفي الآية إرشاد إلى أن الفتنة إذا عمت هلك الكل ، وذلك عند ظهور المعاصي وانتشار المنكر ، وقد سألت زينب - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . عن هذا المعنى nindex.php?page=hadith&LINKID=653097فقالت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : "نعم إذا كثر الخبث " . وسيأتي قريبا ، وهو بفتح الخاء المعجمة ثم باء موحدة ثم مثلثة ، ونهلك -بكسر اللام وحكي فتحها - وفسر العلماء الخبث بأولاد الزنا ، وزعم ابن قتيبة : أنه الفسوق والفجور ، والعرب تدعو الزنا خبثا وخبثة . وفي الحديث : أن رجلا وجد مع امرأة يخبث بها . أي : يزني . قال تعالى : الخبيثات للخبيثين [النور : 26 ] فإذا ظهرت المعاصي ولم تغير وجب على المؤمنين المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها ، فإن لم يفعلوا فقد تعرضوا للهلاك إلا أن الهلاك [ ص: 279 ] طهارة للمؤمنين ونقمة على الفاسقين ، وبهذا قال السلف . وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه قال : تهجر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهارا ولا يستقر فيها .
واحتج بصنع nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء إلى خروجه عن أرض معاوية حين أعلن بالربا وهو من الكبائر وأجاز بيع سقاية الذهب بأكثر من وزنها . فقال له nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذا لا مثلا بمثل ؛ فقال معاوية : ما أرى بمثل هذا بأسا ؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء : فمن يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول الله ويخبرني عن رأيه ، لا أساكنك بأرض أنت فيها .
وأما أحاديث (هذا ) الباب في ذكر من يعرفهم من أمته ويحال بينهم وبينه لما أحدثوا بعده ، فذلك كل حدث في الدين لا يرضاه الله من خلاف جماعة المسلمين وجميع أهل البدع كلهم ، فهم مبدلون محدثون ، وكذلك أهل الظلم والجور وخلاف الحق وأهله ، كلهم محدث مبدل . ليس في الإسلام داخل في معنى هذا الحديث .