وقد سلف في كتاب الصلاة في باب تحريضه على صلاة الليل .
وقوله : ("شر منه " ) كذا وقع في الأصول وهو الفصيح ، وأورده ابن التين بلفظ "أشر " وقال : كذا وقع على وزن أفعل . قال الجوهري : فلان [ ص: 305 ] شر الناس ، ولا يقال : أشر الناس إلا في لغة رديئة .
والخزائن جمع خزانة : وهو الموضع أو الوعاء الذي يخزن فيه الشيء ، سمي بذلك ، لأنه يستر المخزون فيه ، ومنه قيل للقلوب : خزائن ؛ لغوصها واستتارها .
وقوله في آخره : ("رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " ) أي : كاسية من النعم عارية من الشكر ، فهي عارية في الآخرة من الثواب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : يعني أهل الزيف والسرف عارية يوم القيامة ، قال : ويحتمل أن يريد عارية في النار .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : فأخبر أن ما فتح من الخزائن فتنة الملابس ، فحذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزواجه وغيرهن أن يفتتن في لباس رفيع الثياب التي
[ ص: 306 ] تفتن النفوس في الدنيا رقيقها وغليظها ، وحذرهن التعري يوم القيامة منها ومن العمل الصالح ، وحضهن بهذا القول أن يقدمن ما فتح الله عليهن من تلك الخزائن للآخرة ، وليوم يحشر الناس فيه عراة ، فلا يكسى إلا الأول فالأول في الطاعة والصدقة والإنفاق في سبيل الله ، فمن أراد أن يسبق إلى الكسوة فليقدمها لآخرته ولا يذهب طيباته في الدنيا ، وليرفعها إلى يوم الحاجة .
هذا كله والذي قبله في الباب الماضي من أعلام النبوة ، وقد رأينا هذه الأشراط عيانا ، وأدركناها فقد نقص العلم لا بل قد ذهب ، وظهر الجهل لا بل كثر وفشا ، وألقي الشح في القلوب ، وعمت الفتن ، وكثر القتل ، والنساء كاسيات عاريات .