معنى ("فليس منا " ) ، أي ليس من شريعتنا ، فليس متبعا لها ولا سالكا سبيلنا ؛ لقوله - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=663290 "ليس منا من شق الجيوب " ونظائره ؛ لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ولا يخذله ولا يسلمه ، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، فمن خرج عليهم بالسيف بتأويل فاسد رآه فقد خالف ما سنه الشارع من نصرة المؤمنين وتعاون بعضهم لبعض ، وقيل : يعني إذا كان مستحلا ، ويحتمل أن يريد أنه ليس بكامل الإيمان ، والفقهاء يجمعون على أن الخوارج من جملة المؤمنين لاجتماعهم كلهم على أن الإيمان لا يزيله [ ص: 309 ] إلا الشرك بالله ورسوله والجحد لذلك ، وأن المعاصي غير الكفر لا يكفر مرتكبها ، وفي "مستدرك الحاكم " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=75857قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود "أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة ؟ "قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الله ورسوله أعلم ، قال : "فإن حكم الله فيهم ألا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم ولا يذفف على جريحهم " . وعلته كوثر بن حكيم وهو ضعيف ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي : "ولا يقسم فيئهم " ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن كتاب "الكف عن أهل القبلة " لأسد بن موسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، ثنا كوثر بن حكيم ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا به ، وبالزيادة الأخيرة . ثم قال : وبهذا عمل nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ورضيت الأمة أجمع بفعله هذا فيهم . وقال الحسن بن علي : لولا nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ما تعلم الناس كيف يقاتلون أهل القبلة ، فقاتلهم على ما كان عنده من العلم فيهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يكفرهم ولا سباهم ولا أخذ أموالهم ، فموارثتهم قائمة ، ولهم حكم الإسلام .
فصل :
ونهيه عن الإشارة بالسلاح ، وأمره بأن يمسك نصالها من باب الأدب وقطع الذرائع ألا يثير أحد به خوف ما يؤول منه ويخشى من نزغ الشيطان .
[ ص: 310 ] فصل :
وقوله : ("فيقع في حفرة من النار " ) أي : إن أنفذ الله عليه وعيده ، وهو مذهب أهل السنة .
وقوله : ("ينزع " ) بالعين المهملة ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال بالمعجمة ، فقال : ومن رواه به ، فقال صاحب "العين " : نزغ بين القوم نزغا : حمل بعضهم على بعض لفساد ذات بينهم ، ومنه نزغ الشيطان . وقال صاحب "الأفعال " : نزغ بيد أو رمح : طعن ، ثم قال : ومن رواه بالمهملة فهو قريب من هذا المعنى . وقال صاحب "العين " : نزعت الشيء من الشيء نزعا : قلعته منه ، ونزع بالسهم : رمى به ، وعليه جرى ابن التين فقال : قوله : "لعل الشيطان ينزع في يده " أي : يقلعه من يده فيصيب به . وقيل : يشد يده فيصيبه ، والخدش أقل من الجراح .
وقوله : ("فليقبض بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين " ) هو مثل قوله تعالى يبين الله لكم أن تضلوا [النساء : 176 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : المعنى : لئلا تضلوا ، ومثله الحديث "لا يدعون أحدكم على ولده أن يوافق من الله تعالى إجابة " ، أي : لئلا يوافق ، وهذا القول عند البصريين خطأ ، لا يجيزون إضمار لا ، والمعنى عندهم : كراهة أن تضلوا ، ثم حذف ، مثل واسأل القرية [يوسف : 82 ] .