الغبطة : تمني مثل حال المغبوط من غير إرادة زوالها عنه ، وليس بحسد ، تقول : غبطته أغبطه غبطا وغبطة ، وتغبط أهل القبور وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما خوف ذهاب الدين ؛ لغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك من حديث سعيد بن عبد العزيز عن ابن عبد ربه : أن nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء كان إذا جاءه موت الرجل على الحال الصالحة قال : هنيئا له ليتني بدله . فقالت له أم الدرداء : لم تقول هذا ؟ (فقال : إن الرجل ليصبح مؤمنا ويمسي كافرا ، قالت : وكيف ؟ قال : يسلب إيمانه ) وهو لا يشعر ، فلأنا ، لهذا (بالموت ) أغبط من هذا في الصوم والصلاة ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=696038 "إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، يبيع فيها أقوام دينهم [ ص: 392 ] بعرض من الدنيا يسير " .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سيأتي عليكم زمان لو وجد فيه أحدكم الموت يباع لاشتراه ، وسيأتي عليكم زمان يغبط فيه الرجل بخفة الحاذ كما يغبط فيه بكثرة المال والولد . وأما من لم يخف فساد دينه وذهاب إيمانه فلا يتمنى الموت ذلك الزمان ؛ لمشابهته بأهله وحرصه فيما دخلوا فيه ، بل ذلك وقت يسود فيه أهل الباطل ويعلو فيه سفلة الناس ورذالتهم ويسود بالدنيا لكع بن لكع " .
فصل :
وفيه تمني الموت عند فساد الدين ، وقد دعا به nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - حيث قال : اللهم كبرت سنين وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز لبعض من كان يخلو معه : ادع لي بالموت .