6712 7131 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=656598قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ، ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ، وإن بين عينيه مكتوب كافر " . فيه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . [انظر : 7408 - مسلم : 2933 - فتح: 13 \ 91 ]
[ ص: 408 ] قلت : أجاب عنه nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : بأنها ليست من رعبه ولا من خوفه ، وإنما ترجف لمن يتشوق إليه من المنافقين ، فيخرجهم أهل المدينة ، كما قال - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=656777 "إنها تنفي خبثها " .
والدليل على أن المؤمنين فيها لا يرعبون من الدجال أنه يخرج إليه منهم رجل يناظره ، وهو الذي يقول له الدجال : أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . يعني : فيقول المنافقون الذين معه غير ذاك الرجل الصالح . فيقتله ثم يحييه ، فيقول ذلك الرجل : والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ، فهل يدخل رعبه المدينة وأحدهم يناظره وينازعه ويجهر له بأنه الدجال ، ولا يوهن قلبه ما يراه من قدرة الله التي أقدره على أن يقتل رجلا ثم يحييه ، ولا يخاف على مهجته وهو وحده لا يمتنع منه بعدد ولا عدد ولا جماعة .
فأجاب nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : بأنه لا يجوز أن يعطى أعلام الرسل أهل الكذب والإفك في الحال التي لا سبيل لمن عاين ما أتى به الفريقان إلا الفصل [ ص: 409 ] بين المحق منهم والمبطل ، فأما إذا كان لمن عاين ذلك السبيل إلى علم الصادق ممن ظهر ذلك على يده من الكاذب ، فلا ينكر إعطاء الله ذلك للكذابين لعلة من العلل ، كالذي أعطى الدجال من ذلك فتنة لمن شاهده ، ومحنة لمن عاينه ، ليعلم الله الذين صدقوا ، ويعلم الكاذبين .
الثالث : ما السبب الذي يصيب به من عاين ما يظهر من ذلك على يد الدجال أنه مبطل ؟ جوابه : (أبين ) الأسباب في ذلك أنه ذو أجزاء مؤلفة ، وتأليفه عليه بكذبه شاهد ، وأن تأثير الصفة فيه لمن ركب أعضاءه خلق ذليل وعبد مهين مع (آفة به ) لازمة من عمه ، أي : إحدى عينيه ، يدعو الناس إلى الإقرار بأنه ربهم الذي خلقهم فأسوأ حالات من يراه من ذوي العقول أن يعلم أنه لم يكن ليسوي خلق غيره ويعدله ويحسنه وهو عن دفع العاهات عن نفسه غير قادر ، وأقل ما يجب أن يقول له من يدعوه إلى الإقرار له بالألوهية : إنك تزعم أنك خالق السماوات والأرض وما فيها وأنت أعور ناقص الصورة فصور نفسك وعدلها على صورة من أنت في صورته إن كنت محقا في ذلك ، فإن زعمت أن الرب لا يحدث في نفسه شيئا ، فإنك راكب من الخطايا أرذلها ، فتحول من الجماد إلى أشرف منه ، أو أزل (ما هو ) مكتوب بين عينيك من الكتاب الشاهد على كذبك ؟!
[ ص: 410 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : وأما قوله في حديث المغيرة : (إنهم ) يقولون : إن معه جبل خبز ونهر ماء ، فقال - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=656589 "هو أهون على الله من ذلك " . يريد -والله أعلم - أهون على الله من أن يفتن الناس ؛ لهلكة معايش أرزاقهم فتعظم بذلك فتنتهم ، بل تبقى عليه ذلة العبودية بتحويجه إلى معالجة المعايش ، وقد ملكه (ما لا ) يضر به إلا من قضي له بالشقاء في أم الكتاب ، وإنما يوهم الناس أن هذه نار يشير إليها ؛ (ليخافه ) من لا بصيرة له في دين الله فيتبعه مخافة على نفسه ، ولو أمعن النظر لرأى أنها ماء بارد ، وكذلك لما توهن به وهو ماء (لمن ) لا بصيرة له ، ولا عنده علم بما قدمه الرسول من العلم لأمته بأن ناره ماء ، وماؤه نار ، ومن أعطي فتنته ثم جعل له على تلك الفتنة علم بطلانها ومحالها لم تكن فتنة شاملة ولا يفتتن بها [إلا ] الأقل لافتضاحها بأول من يلقى فيها ، فيجدها بخلاف ما أوهم فيها ، ولولا انتقاله من بلد إلى بلد ؛ لأمنت تلك الفتنة إلا على الأول لكنه يرد كل يوم بلدة لا يعرف أهلها ما افتضح من أمره في غيرها فيظل (يفتن ) ، ويعصم الله العلماء منه ومن علم علامة الشارع وثبته الله تعالى ، فاستدل بأن من كان ذا عاهة لا يكون إلها ، فقد بان أنه أهون على الله من أن يمكنه من المعجزات تمكينا صحيحا ؛ لأن إقداره على قتل الرجل [ ص: 411 ] وإحيائه لم يستمر له في غيره ، ولا استضر به المقتول إلا ساعة ألمه ، (وقد لا يجد لقتله ألما ؛ لقدرة الله على دفع ألمه عنه ) ، فإن آلمه أجره الله بذلك في الآخرة ، وإن لم يؤلمه فقد أدام له الحياة بإحيائه له ، ثم لا يسلط على قتل أحد ولا إحيائه .
وعن أبي مجلز قال : "إذا خرج الدجال فالناس ثلاث فرق : فرقة تقاتله ، وفرقة تفر منه ، وفرقة (تشايعه ) ، فمن تحرز منه في رأس جبل أربعين ليلة أتاه رزقه ، وأكثر من يشايعه أصحاب العيال يقولون : إنا لنعرف ضلالته ، ولكن لا نستطيع ترك عيالنا . فمن فعل ذلك كان منه " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : الطافية : العنبة التي خرجت عن حد بنية أخواتها فعلت ونتأت و (ظهرت ) ، يقال : طفا الشيء إذا على وظهر ، ومنه الطافي من السمك .
قلت : من همز أراد أنها ذهب ضوؤها ، ومن لم يهمز أراد أنها ممسكة قد طفيت وبرزت .
فصل :
اختلف لم سمي الدجال دجالا : فقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : الدجال المموه وهو الكذاب ، سيف مدجل إذا طلي بذهب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : لأنه يغطي الحق بالكذب وهو نحو الأول .
رجفات : بفتح الجيم ؛ لأن فعلة إذا كان اسما كان جمعه فعلات -بتحريك العين - من الاسم مثل حفنات وتمرات ، إلا أن تكون عينه حرف علة مثل جوزات (وحمرات ) وحومات ، فسكنوا الواو ، وإن كانت صفة كانت العين مسكنة مثل ضخمة وضخمات وصعبة وصعبات وعدلة وعدلات .
وقوله : فإذا رجل آدم . أي : أسمر ، قاله في "الصحاح " و"المجمل " . وقوله : "سبط الشعر " هو بكسر الباء ، وفي "الصحاح " سبط وسبط . أي : مسترسل .