كذا ذكره هنا مطولا وهو مشتمل على عدة أحاديث جمعها nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة في مساق واحد، ويحتمل أن كون سمعها جملة واحدة، فأخبر بها كما سمعها، وقد سلف من قوله: وقال: "لو يعلم الناس"... إلى آخره في باب الاستهام في الأذان، وذكره في باب الصف الأول كما سيأتي، ولم يذكر فيه الخامس وهو الشهيد في سبيل الله، وكأنه من [ ص: 433 ] المعلوم عندهم، ولم يذكر فيه غصن الشوك، وأخرجه في المظالم، وأخرج في باب الشهادة سبع في كتاب الجهاد حديث الشهداء، وقطعه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا وأخرج قصة الغصن في الجهاد.
إذا عرفت ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
فيه فضل إماطة الأذى عن الطريق، وقد جعل - صلى الله عليه وسلم - في الحديث كما مر إماطة الأذى عن الطريق من أدنى شعب الإيمان، وإذا كان كذلك وقد غفر لفاعله، فكيف بمن أزال ما هو أشد من ذلك؟
ثانيها:
شكر الله تعالى أي: رضي فعله ذلك، وأثابه عليه بالأجر والثناء الجميل، وأصل الشكر الظهور فيكسبه الله قلبا لينا أو تترجح إحدى كفتيه بالإماطة، وذلك علامة على الغفران.
ثالثها:
قوله: "الشهداء خمسة": كذا جاء في الصحيح، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "الموطأ" من حديث جابر بن عتيك "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله"، فذكر الخمسة المذكورة في هذا الحديث، وزاد: وصاحب ذات الجنب والحريق، والمرأة تموت بجمع، وتركه الشيخان؛
[ ص: 434 ] لاختلاف في إسناده، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وابن الحذاء، ولابن عساكر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: تعداد الشهداء، وذكر فيهم الشريق وأكيلة السبع، ولا تناقض بين ذلك؛ ففي وقت أوحى أنهم خمسة، وفي آخر: سبعة، وفي آخر: غير ذلك.
رابعها:
المطعون: من مات به، وهو شهادة لكل مسلم كما صح، ولم يرد المطعون بالسنان؛ لأنه الشهيد في سبيل الله، والطاعون: مرض عام يفسد له الهواء فتفسد الأمزجة والأبدان.
والمبطون: من مات بعلة البطن كالاستسقاء وانطلاق البطن وانتفاخه، وقيل: الذي يشتكي بطنه، وقيل: هو من مات بداء بطنه مطلقا.
والغريق: من مات غريقا بالماء.
وصاحب الهدم: قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: بفتح الدال - يعني: المهملة - وهو اسم ما يقع، قاله ابن الخشاب، وإما بتسكينها فهو الفعل، والذي يقع هو الذي يقتل، ويجوز أن ينسب القتل إلى الفعل.